هل هي فِلسطين أم فَلسطين؟

بقلم: 

 

انتبهت جيداً إلى اسم فلسطين وإيقاعه وتحريك حروفه، خلال مشاهدتي قبل أيام محاضرة لكبير المفاوضين الفلسطينيين مع “إسرائيل” صائب عريقات الذي كان يتحدث بغزارة ، كما قال هو بالحرف في محاضرته التي بثتها على الهواء مباشرة إحدى الفضائيات العربية الواسعة الانتشار، وبالمناسبة، وبعيداً تماماً عن أقوال الرجل، ومن ناحية مهنية بحتة، فإنه عندما يخطئ أو يتناقض أو قد يسهو أو يتجاهل مُحاور أو مُحاضر معلومة ما صغيرة كانت أم كبيرة على الهواء مباشرة، فإن هذا السهو أو الخطأ أو التناقض، سمّه ما شئت، يصبح هو الآخر . . واسع الانتشار .

مرة كانت فِلسطين مكسورة الفاء، على لسان عريقات، ومرة كانت مفتوحة الفاء . . هذا الحرف الأولي الذي هو عتبة النطق لاسم بلاد يتداولها العالم لفظاً وقراءةً منذ أكثر من ستين عاماً بالعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية وكل لغات العالم، وكل لغة قد يكون لها فتحها ورفعها ونصبها وضمّها وجرّها وجزمها . . إلا اللغة العربية التي تجتمع فيها كل هذه التحريكات اللفظية .

المهم . . انتبهت إلى “فاء” فلسطين الحائرة والضائعة بين الفتح والكسر، ومن فوري، سألت مختصين في اللغة والشعر والتاريخ . لا بدّ من الرسوّ على لفظ واحد . فلسطين ليست مرهونة وموزّعة ومشتتة بين الفتح والكسر . يكفيها تقسيماً على الجغرافيا كي نحرسها من التقسيم في اللغة، ولن نبتعد عن الموضوع، فقد تبين أن فاء فلسطين مكسورة وفق اللفظ القديم لتلك البلاد التي هي في مدوّنات التاريخ أرض المزارعين، أما فتح الفاء فهو بعيد من الصواب، وتحريكها على هذا النحو ليس صائباً .

وإذا كان من كلمة على الهامش، فإن العدو “الإسرائيلي” وعلى مدى 65 عاماً قد شوّه أسماء مئات القرى والبلدات، بل شوّه أسماء بعض الزهور البرية وجيّرها إلى قاموسه الاستيطاني .

ولكن اترك عزيزي القارئ فتح الفاء وكسرها أو ضمّها وجرّها لأهل فقه اللغة، واذهب مباشرة إلى السياسي والمثقف والمزارع وبائع الخضار وبائع الأفكار، فإن من لا يعرف اسم بلاده في خريطة اللغة . . لن يعرفها أبداً في خريطة الجغرافيا .

 . . وكل فلسطين . . وأنت بخير .

المصدر: 
الخليج