أوباما في الشرق الأوسط اليوم: التودد للإسرائيليين ودعم السلطة

بقلم: 

 

يبدأ الرئيس باراك أوباما اليوم زيارة هي الأولى التي يقوم بها لإسرائيل منذ وصوله الرئاسة عام ٢٠٠٨ حيث ينتظره جدول أعمال حافل بين القدس وبيت لحم ورام الله في ضوء استعدادات أميركية لانطلاقة جديدة لعملية السلام، ولوقف الانهيار الحاصل بعد عامين على توقف المفاوضات.

ويصل أوباما الى المنطقة اليوم في زيارة تشمل اسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن، وسيقضي معظمها في الدولة العبرية في اجتماعات مطولة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اضافة الى محطات رمزية تهم الرأي العام الاسرائيلي.

وقال مدير مجموعة فريق العمل الخاص بفلسطين زياد عسلي لـ «الحياة» ان للزيارة هدفين، الأول ظاهري باستقطاب الرأي العام الاسرائيلي الذي يسعى أوباما الى مصالحته، أما الهدف الثاني فيتعلق بأهداف سياسية ترتبط بعملية السلام، والوضع الاقليمي ودعم السلطة الفلسطينية، رغم خفض البيت الأبيض سقف التوقعات من هذه الزيارة.

وفي الهدف الأول الذي يسعى خلاله أوباما الى مصالحة الاسرائيليين الذين عاتبوه في الولاية الأولى لعدم زيارة تل أبيب، رغم توجهه الى اسطنبول والقاهرة، في ضوء تشنج علاقته بنتنياهو والضغط لوقف الاستيطان، يستعير الرئيس الأميركي أسلوب سلفه بيل كلينتون في مغازلة الاسرائيليين والتودد اليهم. فكلينتون، وخلال معاصرته أربعة رؤساء وزراء اسرائيليين (اسحق رابين، شمعون بيريز، ونتنياهو، وايهود باراك)، حافظ على علاقة مميزة مع الاسرائيليين ساعدته في تمرير اتفاق أوسلو، ولاحقاً في الضغط على نتنياهو وإخراجه من الحكم. وسيحاول أوباما تقليد كلينتون الذي لطالما وصف نتنياهو بـ «الانتهازي» وحمله مسؤولية فشل عملية السلام منذ عامين. لكن في الوقت نفسه، نجح الرئيس السابق في تدوير الزوايا والمناورة مع اللاعبين الاسرائيليين، وأيضاً مع رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات للضغط على نتنياهو. وسيزور أوباما ضريح رابين وثيودور هيرتزل، كما سيكون له خطاب في جامعة اسرائيلية للتقرب من المواطن الاسرائيلي.

وفي الشق السياسي، يشير عسلي الى أن أوباما سيحاول وقف التهاوي الحاصل في عملية السلام وبخطوات تركز على «تغيير المناخ السائد» منذ انهيار العملية التفاوضية في أيلول (سبتمبر) عام ٢٠١٠.

وتأتي زيارة رام الله ضمن هذا النطاق ولقاء أوباما مع كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض. وسيحمل أوباما في جعبته ٥٠٠ مليون دولار للجانب الفلسطيني. وحسب عسلي، تعد الزيارة بمشاريع اقتصادية مهمة للضفة الغربية. كما سيزور أوباما كنيسة المهد في بيت لحم، والتي أدرجتها «منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي تحت اسم دولة فلسطين بعد قبولها عضواً في المنظمة. وسيحاول أوباما في لقاءاته بين رام الله وتل أبيب اقناع نتنياهو بالافراج عن أسرى من مرحلة ما قبل أوسلو، والقيام بخطوات تحفيز ثقة مع السلطة.

أما في الجانب الإقليمي، فسيتصدر الملف النووي الايراني محادثات أوباما ونتنياهو في ضوء تأكيد الرئيس الأميركي ابقاء جميع الخيارات على الطاولة. وقد تفرز الزيارة تقارباً أميركياً - اسرائيلياً أكبر في ملفات ايران وسورية، وتعاوناً أكبر في هذا المجال، كما يقول عسلي. كما سيتصدر الملف السوري محادثات أوباما في الأردن ولقائه الملك عبدالله الثاني. ويرافق أوباما الى اسرائيل وزير خارجيته جون كيري، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، وكبار مستشاري البيت الأبيض. وأكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة» أن الزيارة أساساً هي فكرة الرئيس الأميركي وليس فريقه، وتعكس اصراراً رئاسياً على متابعة عملية السلام في الولاية الثانية، رغم المطبات التي يمثلها وجود نتنياهو على رأس الحكومة، وتراجع موقع السلطة الفلسطينية. ويعتبر كيري أيضاً من أبرز مؤيدي دور أميركي أقوى في دفع العملية التفاوضية، رغم علاقته المتشنجة بنتنياهو

المصدر: 
الأيام