عيوننا على الشرطة تراقب وتوضح كل الظنون!
أن تكون صحفي مسؤولية كبيرة، ففي خضم عملك لا مجال للتكهن أو الخطأ فالحقيقة تبقى حقيقة لتكون مؤتمنا من المواطن وتصبح صوته فيما بعد، وما بين كل ذلك نجد أن الواقع يقول إن ليست كل معلومة مباحة أو يصرح بها مما يزيد الكاهل أمام الصحفي ويختنق صوته فيما بعد ألا ما ندر.
هذا ومن المعروف عن كون الصحفي "سلطة رابعة" ليراقب ويحاسب على التقصير والفساد وغيره في كل دولة، بمعنى أوسع أن يكون حقه في أخذ المعلومة وتقديمها للمواطن واجب على كل جهة حكومية وخاصة.
الآن لا مجال للتهويل ها هنا، فما شاهدته الأعين جدير بالذكر، ضمن برنامج "الشرطة في عيون الإعلاميين"، انطلاقنا إلى أريحا وفي جعبتنا الكثير من التساؤلات المشروعة، بلسان المواطن تحدثنا عن خلل وتقصير وسوء فهم لربما يتضح العلة فيه، لن ننكر أن التجربة كانت غريبة بعض الشيء بأن تم ادماجنا مع مستجدين "شرطة" في فترتهم المغلقة عن العالم الخارجي مدة 45 يوما، تدريبات ومشاة عسكرية ومحاضرات توضح ألية عمل الشرطة.
بداية الأمر رفض معظمنا تقبل تلك الضغوط، لكن المحصلة أن تفهمنا حجم الضغط الذي يمر به الشرطي في الشارع الفلسطيني لتجعلنا فيما بعد نتقبل زلة قد تصدر منه كونه انسان ليس ألا، بالرغم من أن المقدم لؤي ارزيقات أشار لعدد الذين تم فصلهم نتيجة أخطاء بدرت منهم أي أن الخطأ يحاسب عليه ولن يمر هكذا دون عقاب كما يظن البعض وكنت ممن ضنوا أيضا.
حقيقة الأمر أن حجم الحقائق التي طرحت مع الإنجازات المحققة تذهل لها الأذهان، طاقم شرطي لا يكفي الحاجة أي أن حدثت عدة خلافات في نفس المنطقة ينقسم الطاقم هنا وهناك وربما لا يكفي لتغطية ذلك، والنتيجة أن يتهم الشرطي بالتقصير، والظن هنا مباح فالصورة لدى المواطن غير واضحة، ولكن حين اتضحت لن يلام أو يحاسب الشرطي لكون الميزانية لا تكفي لضخ عددا هنا وهناك، أي التقصير غير موجود بهذه النقطة بقدر كونه قلة في الموارد البشرية.
بعيدا عن "السلطة الرابعة"، فكوني مواطنة حملت في ذهني صورة مظلمة عن الشرطة كغيري من المواطنين، تغيرت نتيجة عدة أمور منها انفتاح الشرطة على الصحافة في الآونة الأخيرة، والآن مع التجربة التي خضتها تبدلت للأفضل إذا لنكون واقعين لن نأخذ الحكم على الشرطة من موقف واحد أو نحقد ونكره نتيجة تقصير من شرطي. فالجانب الإيجابي من عملهم يمحي أو يغطي على أي تقصير بدر، من إنجازات في القبض على مجرمين والقبض على تجار مخدرات وغيرها مما يشير لكون الشرطة تعمل بقدر الموارد المتاحة لديها لتكون حامية للمواطن.