لا..لن نقبل استباحة اطفالنا
تقطعت قلوبنا قبل أيام ونحن نشاهد الفيديو البشع لذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى في سوريا على يد وحوش مجرمين فاقت وحشيتهم أكثر الحيوانات وحشية.
الطفل عبد الله عيسى لم يتجاوز عمره اثنى عشر عاما كان مصابا بمرضي السكري والثلاسيميا، وعاجز عن الدفاع عن نفسه ، ومع ذلك ذبحوه بوحشية لا توصف.
وفي نفس اليوم قتل الطفل الشهيد محي الدين الطباخي في الرام على يد جنود الاحتلال، وعمره مماثل لعمر عبد الله عيسى فأصبح الطفل التاسع والخمسين الذي يقتل برصاص الجنود الاسرائيلين منذ شهر تشرين الأول الماضي.
وقبل ذلك قضى 590 طفل فلسطيني خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وتجاوز عدد الشهداء الاطفال منذ عام 2000 ألفي طفل.
ومنهم الطفل محمود بدران ابن الخمسة عشر عاما الذي اعترف الجنود الاسرائيليون أنهم قتلوه خطأ، ولكن أحدا لم يحاسب.
وقبل ذلك حرق الطفل محمد ابو خضير حيا. وحرق الطفلان دوابشة مع والدهم سعد ووالدتهم رهام بقى أحمد يعاني من حروقه العميقة وذهب شقيقه علي شهيدا.
من المفارقات المذهلة والمعبرة أن الدولة التي تحمي اسرائيل وتسلحها وتدافع عنها في كل محفل، هي نفس الدولة التي سلحت تلك المجموعة المجرمة التي ذبحت الطفل عبد الله عيسى. ولم نسمع منها اعتذارا لا عن قتل أطفال غزة بسلاحها ولا عن قتل أطفال الضفة ولا عن قتل عبد الله عيسى.
الشعب الفلسطيني بكباره وصغاره يستباح يوميا.
يستباح على المعابر في كل الاتجاهات، ويستباح على الحواجز ويستباح في المطارات ويستباح في ميادين الصراع ويستباح في بعض وسائل الاعلام من قبل أشخاص جهلة لا يستحقوا لقب أشباه مثقفين وقد ان الاوان لكي نقول لا .
لا لاستباحتنا واستباحة أطفالنا.
ولا للتطاول على تاريخنا ولا للمس بكرامتنا، ولا لا ستغلال آلام مرضانا ، وحاجة طلابنا.
لكننا نعلم ان الكلام وحده لا يغير شيئا وان كان الوعي بحجم معاناتنا هو بداية الطريق.
الذي سيغير حالنا، ويردع استباحتنا، هو انهاء خلافاتنا وانقساماتنا وصراعاتنا على مواقع ومكاسب لم تكن ولن تكون سوى أوهام صنعها خصومنا.
الذي سيغير حالنا هو الايمان بقدرتنا على صنع مستقبلنا بانفسنا وبايدينا دون انتظار مساعدة الاخرين.
الذي سيغير حالنا هو التوحد على رؤية موحدة ومشتركة، وعلى هدف موحد ومشترك، عنوانه الحرية والكرامة مهما بلغ ثمن تحقيقها.