هل يحمل عام 2016 حرباً جديدة على غزة؟!

الاحتلال

سناء كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين: يعيش سكان قطاع غزة ظروفاً سياسية واقتصادية واجتماعية أشبه ما تكون تلك الظروف التي عايشها قبيل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع عام 2014، يتقدمها اشتداد الحصار أكثر يوما بعد يوم، واستمرار إغلاق معبر رفح البري الذي لم يُفتح سوى أياما معدودة خلال العام المنصرف، وعدم توفر أفق لحلول سياسية على الصعيد الداخلي بين حركة حماس ونظيرتها فتح التي تسيطر على السلطة، كل ذلك خلق الأرضية الخصبة لانفجار قريب تجاه  إسرائيل، وفق ما يراه محللون سياسيون.

"على الصعيد العسكري تواصل فصائل المقاومة تجهيزاتها العسكرية وتدريباتها التي تحاكيها مناوراتها الصاروخية باستمرار في بحر غزة، فهي رسائل واضحة لإسرائيل بأن العقلية العسكرية للمقاومة تعمل منذ اليوم الأول لانتهاء الحرب، استعداداً لمواجهة جديدة" يقول الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني لزمن برس، موضحا أن هذه المناورات تلغي ادعاءات قادة الاحتلال بأن المقاومة استنفذت قوتها في الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014.

ويعتقد الدجني" أن قرار الحرب مرتبط بتطورات على الأرض أكثر من أنها قرارات عسكرية أو حتى سياسية، فالأوضاع _من وجهة نظره_ هي التي تحتم وتطرق أبواب الحرب والتصعيد، منوها إلى أن تشديد الحصار قد ينذر بانفجار قريب وهذا ربما ما أراد إيصاله السيد اسماعيل هنية خلال خطابه الأخير في مدينة خانيونس".

وكان هنية قد صرح في خطابه بأن حركته تبني القوة وتشيد البنيان تحت الأرض وفوقها، وخلف خطوط العدو وبرا وبحرا وجوا، ليس فقط للدفاع عن غزة فهي حرة محررة رغم حصارها، بل من أجل كل فلسطين، على حد تعبيره.

وشدد هنية في خطابه على أن " حماس تبني قوتها التي ستفاجئ العالم  وستذهل العالم في أي معركة ومواجهة مقبلة مع الاحتلال من أجل القدس والأقصى وكل فلسطين"، معتبرا أن" غزة ذخر استراتيجي للشعب الفلسطيني في الضفة والأراضي المحتلة ومخيمات اللجوء والشتات".

"ويبدو أن هنية يريد أن يشكك برواية إسرائيل بأن المقاومة استنزفت قوتها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة عام 2014، وإسرائيل تدرك جيدا أن التجارب الصاروخية المتتالية والمستمرة التي تنفذها المقاومة في بحر غزة بأنها ما زالت بخير وأن الاعداد والتجهيز لأي مواجهة قادمة على قدم وساق وأنها تعد وتجهز لمواجهة قادمة من اليوم الثاني لانتهاء الحرب، وذلك وفق العقلية العسكرية" يقول الدجني.

"لكن مسألة اندلاع حرب وفق الظروف المحلية والاقليمية غير مواتية لها لا للجانب الاسرائيلي ولا حتى للمقاومة الفلسطينية، إلا أن المجال الوحيد الذي قد يساهم في اندلاع حرب جديدة مرتبطة بتطور انتفاضة القدس، فهي التي قد تدفع إسرائيل إلى التصعيد على قطاع غزة، في سبيل الهرب منها" يضيف الدجني.

ولا يستبعد الدجني أن تقدم إسرائيل على عمليات اغتيال تطال قادة سياسيين وعسكريين في غزة، خاصة تعيين رئيس الموساد الإسرائيلي "يوسي كوهين" الذي له باع في عمليات اغتيال لرجالات المقاومة، والذي أشرف على اغتيال الشهيد سمير القنطار، مشددا على أنه لا بد على المقاومة أن تأخذ أي تصريح أو تهديد من قبل إسرائيل على محمل الجد.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توعد لكل من يعمل ضد أمن المواطنين الإسرائيليين سواء كانوا جماعات _في إشارة إلى فصائل المقاومة_ أو أفراد كما يحصل من عمليات طعن فردية في القدس، فإنهم سيقوموا برد عنيف رادع يعيد للإسرائيليين الأمن والأمان.

هذه التهديدات يراها الدجني بأنها ليست مجرد التسويق الاعلامي بقدر ما هي تهديدات واضحة وصريحة، وقد تنتج عنها اغتيالات بحق قادة عسكريين أو سياسيين، "لكن يبقى التساؤل عن تداعيات هذه الخطوة إذا تمت، فمن الطبيعي ألا تقف المقاومة مكتوفة الأيدي وسيكون هنالك رد ورد مزلزل مما يزيد من احتمالية اندلاع حرب شاملة" يقول الدجني.

ومن جانبه يرى المحلل السياسي مصطفى الصواف بأن المناورات الإسرائيلية الأخيرة التي تحاكي شن عدوان على غزة ما هي إلا مؤشرات على ان الاحتلال يستعد لعدوان جديد، منوها إلى أن إسرائيل تنظر إلى الحرب من زاوية الربح والخسارة، وهو ما لا تملك مفاتيحها حاليا لكن ذلك لا يلغي قدوم الحرب.

ويشدد الصواف على أن المقاومة دائما تعمل على أن تكون على جهوزية كاملة لردع أي عدوان جديد، وهو ما برره لخطابات المسؤولين في الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس حول جهوزية المقاومة للردع، لأنهم يعلمون تماما "بأن إسرائيل تستعد لحرب جديدة، وتريد أن تبيد الشعب الفلسطيني بأكمله".

وأضاف:" لن تترك قوات الاحتلال أي هدف دون أن تحاول إصابته سواء كان على مستوى القادة السياسيين أو العسكريين ، ناهيك عن استهداف منازل المواطنيين المدنيين والعزل، وشهد القطاع في الحرب الأخيرة محو عائلات بأكملها من سجلات الأحوال المدنية".

حرره: 
م.م