المعبر وتركيا والانتفاضة..رؤية حماس في حوار شامل مع زمن برس

 في حوار شامل مع "زمن برس":

زياد الظاظا: دعمنا لـ"انتفاضة القدس" مستمر وعلى السلطة الانخراط فيها

"حماس" لا تخشى اتفاق إسرائيل – تركيا وثقتنا بالأخيرة كبيرة

ما طُرح لحل أزمة معبر رفح "مجرّد أفكار" والحكومة فقدت صبغتها التوافقية

إجراءات مصر الأخيرة تجاه غزة غير مسؤولة وعليها كشف مصير الشُّبان الأربعة

قاسم قاسم
زمن برس، فلسطين:  شدد زياد الظاظا عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعم حركته الكامل لـ"انتفاضة القدس" التي يقودها الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس المحتلتين؛ رداً على جرائم الاحتلال المتصاعدة وانتهاكات مستوطنيه في الضفة المحتلة عموماً، وخصوصاً تجاه القدس والمسجد الأقصى.
الظاظا وفي حوار خاص مع مراسل "زمن برس" في غزة، قال: إن "انتفاضة القدس التي يخوضها الشعب الفلسطيني تسير بالاتجاه الصحيح، نحو تعميق جذورها في المجتمع الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، وهي مستمرة حتى تحقيق أهدافها على طريق النصر والتحرير".

وشدّد على أن كلَّ المحاولات التي يبذلها الاحتلال وقوى إقليمية ودولية أخرى لوأد الانتفاضة ستبوء بـ"الفشل"؛ "لأنها خيار الشعب وعنوان شرفه وكرامته"، داعياً السلطة الفلسطينية وأجهزة أمنها بالضفة المحتلة إلى الانخراط في الانتفاضة، وعدم توجههم بما يتنافى مع خيار الشعب المؤيّد لتصعيدها، واستمرار المواجهة مع الاحتلال.

وأضاف أن "الفصائل الفلسطينية بمختلف أطيافها مُطالبة اليوم بالعمل على تعزيز وترسيخ هذه الانتفاضة، ودعمها سياسياً ومادياً ولوجستياً"، مبيناً أن الفصائل إذا ما عملت على ذلك؛ فإنها ستنال احترام وتقدير الشعب.

لقاء أردوغان – مشعل

وعن المفاوضات الإسرائيلية – التركية، ولقاء أوردوغان – مشعل الأخير في تركيا؛ كشف عضو المكتب السياسي لـ"حماس" أن اللقاء كان هاماً نوقشت فيه العديد من القضايا الهامّة، كان أبرزها التأكيد على موقف تركيا الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والعلاقات التي تربطها بحركة "حماس".

وتابع: "القيادة التركية أبلغت قيادة حماس بفحوى ما وصلوا إليه من مفاوضات، وأكّدت موقفها الثابت وغير القابل للتغيير، والمتمثّل بمواصلة دعمها للشعب الفلسطينيّ وصولاً للحرية والاستقلال ودحر الاحتلال"، مشيراً إلى أن "حماس مُطمئنة وليس لديها خشية من أي علاقة يمكن أن تنسجها تركيا مع أي جهة في العالم بأنها لن تكون على حسابها وحساب الشعب الفلسطيني".

وقال: "نحن نثق بتصريحات وتوجيهات القيادة التركية ثقة كبيرة؛ لأنهم أثبتوا عبر التاريخ وعبر الأيام أنهم في مستوى هذه الثقة، وأنهم يستحقوا الثقة من أبناء الشعب الفلسطيني".

وكانت صُحف قد زعمت نقلاً عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في إسرائيل قولها إن تركيا طالبت مراراً بأن تُشارك في إدارة قطاع غزة، كشرط تركي لعودة العلاقات وتطبيعها بين الجانبين؛ الأمر الذي رفضته (إسرائيل)، وطالبت بطرد قادة "حماس" من الأراضي التركية.

وتعقيباً على ذلك؛ نفى الظاظا تلك الأقوال التي وصفها بـالمزاعم التي لا قيمة لها، والمحاولات الصهيونية الحثيثة لتعكير صفو العلاقة بين حركته وتركيا، متابعاً: "تركيا لم تطلب ذلك، ولم تفكر به أصلاً، وهي تحترم الشعب الفلسطيني وإرادته، ولم تطالب سوى بإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة".

معبر رفح

وفيما يخص معبر رفح البريّ والمبادرات المطروحة لحل أزمته؛ أوضح عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" أن ما طُرح مؤخراً من قبل أفراد أو فصائل فيما يخص أزمة المعبر هي عبارة عن جهود وأفكار لم تَرقَ إلى مستوى المبادرة المتكاملة، لافتاً إلى أن حل الأزمة يكمن في "أن تتعامل حكومة التوافق الوطني مع اتفاق المصالحة رزمة واحدة والابتعاد عن الانتقائية، وتقوم بالتزاماتها السياسية والإدارية والاقتصادية والمالية تجاه الشعب الفلسطيني، على أن تكون المعابر جزءاً من هذه الالتزامات". واستدرك: "أمَّا في حال لم تقم الحكومة بالتزاماتها المنوطة بها فمن غير المعقول أن يتم تجزئة المُجزَّأ، وتقسيم المُقسَّم".

وفي السياق، وصف التعديل الوزاري الأخير الذي أجراه الرئيس محمود عبَّاس على حكومة التوافق الوطني والذي شمل وزارات: العدل، الشؤون الاجتماعية والثقافة بـ"الباطل"؛ لأنه تم بشكل انفراديّ ودون إجماع وطني.

وأكمل: "يوماً بعد يوم تفقد الحكومة مصداقيتها وصبغتها التوافقية لتصبح حكومة السيد محمود عبّاس"، وبالتالي المطلوب منها اليوم أن توفي بالتزاماتها تجاه الشعب في غزة؛ حتى تلقى احترام وتعاون الكُلّ الفلسطيني".

أزمة الموظفين

وعن ملف أزمة موظفي حكومة "حماس" السابقة بغزة، المُقدَّر عددهم بـ 40 ألف؛ أوضح عضو المكتب السياسيّ للحركة أن ما طرحه مؤخراً من حلول لحلها يأتي ضمن معالجة للأزمة الإسكانية في قطاع غزة بشكل عام، وليس عبر توزيع الأراضي على الموظّفين كبديل لمستحقاتهم المُتراكمة بحسب ما أشاعته وسائل الإعلام، على حد تعبيره.

وقال: "ما طرحته لم يكن مشروع توزيع أراضي، ولكن ما طرحته يأتي ضمن معالجة للأزمة الإسكانية في قطاع غزة، وهو توفير أراضي لجمعيات إسكانية، كما حدَث في العهود السابقة، يُنشأ عليها مباني لكافة أبناء الشعب، خصوصاً محدودي الدَّخل، سواء كانوا من العاملين في الحكومة أو في غيرها"، منوهاً إلى أن البدء بتنفيذ المشاريع الإسكانية سيكون مطلع العام (2016).

رفع الحصار

في سياق آخر، كشف الظاظا عن وجود جهود دولية لرفع الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) على قطاع غزة، أبرزها جهود "نيكولاي ميلادينوف"، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، الذي اجتمع بقيادة "حماس" منتصف ديسمبر الجاري لذات الغرض، مشيراً إلى أن "رفع الحصار أصبح مسألة ينادي ويطالب الجميع بضرورة تنفيذها، لا سيما بعد فشل كلّ المحاولات التي بُذلت للضغط على الشعب بحصاره وتكرار الحروب عليه والتآمر ضدّه".

وأردف الظاظا: "نحن في حماس لا نُعوِّل على تلك الأفكار كثيراً، نناقشها بإيجابية وجديّة، ونأمل أن تجد تلك الأفكار طريقاً إلى النجاح قريباً، مؤكداً على أن شروط حركته للقبول بأي تهدئة مستقبلية مع الاحتلال لا بدّ أن تتضمن رفع الحصار بشكل كامل عن غزة، وفتح كافّة المعابر، وأن يكون هناك بوابة لهذا الشعب على العالم الخارجي تكون عبارة عن مطار وميناء بحريّ، مواقفنا واضحة ولا مجال للمساومة على حقوقنا".

إجراءات مصر

وبما يتعلّق بعلاقات حركته الخارجية؛ بيَّن عضو المكتب السياسي لحماس" أن حركته تحرص على علاقة متينة مع كافَّة الدول العربية والإسلامية، مَبنيَّة على دعم القضية والشعب الفلسطيني ومقاومته، مضيفاً "في هذا الاتجاه نحن نتحرك مع الإخوة في إيران، وتركيا، والسعودية، وكلَّ الدول التي تدعم القضية الفلسطينية هي صديقة لنا".

ونوّه في ذات الوقت إلى إجراءات مصر الأخيرة تجاه قطاع غزة، والتي كان آخرها قتل الجيش المصري لشاب فلسطيني بذريعة تجاوزه الحدود المائية لمصر، واصفاً تلك الإجراءات بـ"غير المسؤولة".

وتابع: "ننظر بعين القلق والاستغراب إلى تصرفات مصر الشقيقة وجيشها"، مطالباً إيَّاها بالكشف عن مصير الشُبَّان الفلسطينيين الأربعة الذين تم اختطافهم على الأراضي المصرية؛ لأن هذه القضية ستبقى مسؤولية السلطات المصرية حتى يعودوا إلى ذويهم".
 

حرره: 
م.م