هل نحن من يتحمل المسؤولية؟

حاخامات

تتراجع مواقف بعض الحاخامات كلما اتضحت الحقائق حول جريمة القتل في دوما

أبيرما غولانضاعت الفرصة من اليمين المتطرف. الصراخ حول «التعذيب في أقبية الشاباك» نجح في تليين قلوب مؤيدي حقوق الانسان من اليسار، وفجأة جاء الفيلم القصير من الزفاف وتحول كل شيء. وبدأت حملة التنديدات، لكن بعضها فقط له قيمة.

الحاخام حاييم نافون من موديعين، الصحفي الديني القومي اليشيف رايخنر من يروحام وتمار أسرف تلمودي المتحدثة باسم لجنة هيئة بنيامين، برزوا في الانتقاد الشجاع الذي أسمعوه قبل اسبوع. وتظهر اقوالهم المفارقة التي تقسم القبعة المنسوجة: كيف يمكن تعميق الاندماج في النخبة الرسمية دون فقدان الدولة في الطريق.
تزداد المفارقة وتتصاعد في الاماكن المقربة لشبان التلال و»المتمردين». هناك سمع في الاونة الاخيرة الادعاء أن تعبير «لكن نحن نتحمل مسؤولية اخوتنا».
يوجد لهذا التعبير في الظروف الحالية مغزى مزدوج: الاستماع لصرخة المعتقلين المعذبين والمسؤولية عن التعليم الاستيطاني الذي أدى إلى الإرهاب.
واكثر من ذلك يظهر الخوف من ان الإرهاب سيضر بالانجاز الكامن في التعيينات الجديدة ـ روني ألشيخ، يورام كوهين، يوسي كوهين وافيحاي مندلبليت ـ ويعيق تطبيق «الثورة الايمانية».
موتي كارفل من منشئي «قيادة يهودية» و»حي يرزق» (مع يهودا عتصيون) الذي رفض أن يتجند للاحتياط في فترة اتفاقات اوسلو، وهو يسكن الآن في المعقل الايديولوجي للحاخام اسحق غينزبورغ، بات عاين، كتب في الاسبوع الماضي مدونة ضد تأييد المشبوهين بالقتل في دوما. «للإرهاب»، كما قال، «لا توجد حدود لأن جذوره في الجحيم». إنه يدعي أن الدولة والمجتمع «ليس من حقهما بل من واجبهما ايضا المواجهة من خلال الاجهزة الامنية لكل محاولة فرض قيم هما غير جاهزين لها حتى لو كان الحديث عن الانبعاث».
حسب كارفل فان المفارقة لم تعد موجودة في كيف يمكن الحفاظ على الدولة، بل في كيف يمكن عدم افشال اقامة دولة دينية. الجواب القاطع لهذا التردد قدمه اسحق أنتمان من يتسهار الذي تظاهر في مساء يوم السبت أمام منزل رئيس الشاباك. حسب اقوال أنتمان فان اصدقاء يورام كوهين في الصلاة يظهرون التضامن والتفهم لشبان التلال في الوقت الذي يعاني فيه كوهين نفسه من انفصام ايديولوجي، ومن الافضل له أن يظهر الولاء لاخوانه.
هذا المطلب سيزداد. شريحة فاعلة من الحاخامات والنشطاء في المستوطنات تقتنع أن اصحاب الوظائف الرفيعة يعملون لخدمتهم وإلا ـ فانهم خونة. هذا ضياع لا يوجد مخرج جزئي منه: قضية القتل في دوما هي خيط واحد فقط في شبكة معقدة من العلاقات والالتزامات الايديولوجية والجماهيرية والثقافية والتي لا يمكن القضاء عليها دون تفكيك الموقف الـ «الايماني» المركزي، لكن ما يحدث الآن هو العكس تماما.
في 27 تشرين الثاني قال الحاخام اليكيم لفانون من الون موريه لـ «مصدر أول» إنه اذا اتضح أن القاتل في دوما هو يهودي «يجب انشاء محكمة تقوم باعدامه». هذه الاقوال المأخوذة من حوار ديني داخلي مزعزعة، وتميز المرحلة الاولى من الرد على الإرهاب اليهودي: الانكار. وحينما بدأت الحقائق تتضح انتقل الحاخامات إلى معزوفة الاعشاب الضارة. الآن حيث يتضح أن الحديث عن اشخاص مرموقين جاء وقت كيل الاتهامات. ومن المتهم؟ الدولة، التي تتسامح مع الفلسطينيين وتترك اليهود الذين يضطرون إلى القتل بأيديهم، والشاباك الذي يعذب الاولاد الساذجين وايضا «الاولاد» يتحملون جزء من المسؤولية، لكن بشكل قليل جدا. وهذا ايضا لأنهم متعطشون للانبعاث.

أبيرما غولان

حرره: 
م.م