الحُمرة تعود إلى وجنتي أبو مازن

الرئيس عباس

بقلم ايال زيسر

ينبغي الاعتراف بان موجة العمليات التي تمر على اسرائيل في الايام الاخيرة اعادت الحُمرة الى وجنتي ابو مازن. فالزعيم الفلسطيني اصبح فجأة ذا صلة. ثمة من يثني عليه لمحاولاته تقييد حجم العنف، وثمة من يهاجمه على مساهمته في التحريض في الشارع الفلسطيني، وثمة كالمعتاد من يدعون الى استئناف مفاوضات السلام الاسرائيلي – الفلسطيني معه. المهم أن أخيرا يتعاطون معه مرة اخرى.

ولكن قبل بضعة اسابيع كان ابو مازن زعيما منسيا من القلب، آخذ بسرعة في فقدان اهميته حتى في اوساط المقربين والمساعدين الذين بدأوا يتآمرون عليه. وللحفاظ على مكانته، هدد كما يذكر ابو مازن في أن يلقي في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة قنبلة، ويعلن أنه سيستقيل أو حتى سيلغي اتفاقات اوسلو. ولكن حتى تهديداته لم تجعله ينال انتباه احد في اسرائيل وفي العالم الواسع، ولا حتى في الشارع الفلسطيني.

وها هو، كغنيمة كبرى انقض ابو مازن على موجة العمليات، وجد فأسا يحفر به، في محاولته للبقاء وبقاء أجهزته. فتهديداته الفارغة من المضمون عن التراجع عن اتفاقات اوسلو لا تخفي حقيقة أنه بقدر لا يقل عن حاجة اسرائيل لابو مازن، يحتاج ابو مازن لاسرائيل لوجود اجهزته وضمان بقائه في الحكم بكل الامتيازات التي ينطوي عليها ذلك، له ولمقربيه ولاجهزته.

ابو مازن ليس رجل ارهاب وعمليات، وقد تعلم هو ايضا بالتأكيد درس سلفه ياسر عرفات، الذي احترق بنار الانتفاضة الثانية التي اشعلها بيديه. ولكن في نفس الوقت فان لهيبا على نار هادئة بالتأكيد تخدم هدفه في العودة ليصبح ذا صلة بالنسبة لاسرائيل، بالنسبة للاسرة الدولية وبالنسبة لابناء شعبه. وفضلا عن ذلك، فان ابو مازن ملتزم بالرواية الفلسطينية التي لا تشجب العمليات بل ترى فيها جزءا من كفاح شعبي لا ينبغي شجبه ضد "الاحتلال".

ولكن قبل بضعة اسابيع كان يبدو ابو مازن كمن ينتمي الى الماضي، تمنحه موجة العمليات الان اهمية، غاية ومعنى لوجوده. ومرة اخرى يمكنه أن يؤدي دورا. ينبغي الامل في أن يفعل ابو مازن كي يخفض نار اللهيب والاهم من ذلك ينبغي الامل ان يكون لا يزال له تأثير على الاطلاق على اجهزة وعلى أبناء شعبه.

إسرائيل اليوم 

حرره: 
س.ع