كيف فشل الاحتلال استخباريا في غزة؟

زمن برس، فلسطين: كشف جيش الاحتلال النقاب عن أنّه يُعاني من نقص في المعلومات الاستخبارية بكلّ ما يتعلّق بقطاع غزة، ما يجعله عاجزًا عن تنفيذ عمليات “خنجرية” في عمق القطاع تقوم بها وحدات خاصّة.

وفي هذا السياق، نقل موقع "واللاه" العبري، صباح اليوم الأحد، عن مصادر عسكريّة إسرائيليّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى قولها، "إنّه منذ تطبيق خطة فك الارتباط في شهر آب (أغسطس) من العام 2005 وانسحاب الجيش من غزة، تقلصّت قدرة إسرائيل على تجنيد مصادر بشرية"، على حدّ تعبير المصادر.

ولفت الموقع في سياق تقريره إلى أنّ أكثر ما يُدلل على المعضلة الاستخبارية لإسرائيل في غزة، يتمثل في عجز جيش الاحتلال عن توفير المعلومات التي تقود إلى الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته حركة حماس وظلّ في أسرها أكثر من خمس سنوات، دون أنْ تتمكّن المخابرات الإسرائيليّة من معرفة أيّ شيء عنه، على الرغم من الموارد البشريّة والوسائل التكنولوجيّة التي خصصتها من أجل هذه القضية.

وقالت بعض الأوساط الإسرائيلية إنّ عدم معرفة أيّ شيء عن شاليط وهو في الأسر، من أكثر الحوادث التي أكّدت على فشل المخابرات الإسرائيليّة، علمًا أنّ قطاع غزّة صغير جدًا من حيث المساحة.

وأوضح "واللاه" أن نقص المعلومات الاستخبارية أفضى إلى عدم تمكّن إسرائيل من شنّ عمليات خاصة خلف الحدود، كما يحدث حاليًا في كلٍّ من سوريّة ولبنان.

وأشار الموقع، نقلاً عن المصادر نفسها، إلى أنّه خلال الحرب الأخيرة في صيف العام 2014، حاولت وحدة الكوماندوز البحرية الإسرائيلية “القوة 13″ مفاجأة موقع لحركة حماس في شمال القطاع، لكنّها فوجئت من اكتشافها بواسطة عناصر الحركة الذين يقومون بأعمال الحراسة، ففتحوا عليها النار، ما اضطرها للانسحاب. واعتبرت المصادر أنّ ما حدث يُعّد فشلاً مُدّويًا للجيش الإسرائيليّ.

وأفاد الموقع بأن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال السابق بني غانتس، كان قد ألمح إلى أنّ تنفيذ عمليات خاصة في قلب قطاع غزة غير ممكن، بسبب طابع المنطقة واستعدادات حركة حماس.

وفي ذات السياق، نقل الموقع عن ضابط إسرائيليّ قوله، إنّ جيش الاحتلال سيلجأ للسيطرة على مستشفى “الشفاء”، الذي يقع في قلب مدينة غزة في أيّ حرب قادمة ضد قطاع غزة.

ونقل الموقع عن الضابط الذي لم يذكر اسمه، ادعاءه بأنّ مستشفى “الشفاء” سيتحوّل في الحرب القادمة إلى مقر قيادة رئيس لحركة حماس، ما يستدعي السيطرة عليه.

وبحسب ادعاءات الضابط، فإنّه بالإمكان السيطرة على المستشفى من خلال عمليات إنزال بحريّ، أوْ جويّ، أوْ من خلال عملية توغل بريّ، على حدّ قوله.

وذكرت صحيفة رأي اليوم على موقعها الالكتروني أن مزاعم الضابط تبدو متناقضة مع تقارير إسرائيليّة أخرى أكّدت على أنّ جميع قيادات حماس العسكريّة والسياسيّة أدارت الحرب الأخيرة من مقرات قيادة، أقيمت في أنفاق خاصّة، وتمّ إعدادها في وقتٍ سابقٍ وليس في المستشفيات.

وهناك ما يُدلل على أنّ الهدف من النية لاحتلال المستشفى هو العمل على عدم السماح المس بإسرائيل إعلاميًا، حيث أنّ صور الشهداء والجرحى التي تبثها قنوات التلفزة العربيّة والعالميّة من المستشفى تُقلّص هامش المناورة أمام إسرائيل وتحرجها دوليًا.

 وكانت تقارير صحافيّة إسرائيليّة قد تحدثت عن أنّه تدور معركة خفية خلف كواليس المخابرات الإسرائيلية بين جهاز الشاباك والموساد ليتضح أنّ المعركة لم تعد مقصورة بين الشاباك والاستخبارات العسكرية، بل انضم لها الموساد في ظل الفشل الاستخباري المتوالي والمتتالي الذي يُواجه إسرائيل في غزّة خاصة بعد العرض العسكري الأخير الذي نظمته حماس والفيلم الذي عرضته وظهر فيه محمد ضيف حيًّا يرزق، كما شدّدّ على ذلك موقع (NRG) الإسرائيليّ.

وأضاف الموقع بأنّ الكثير من الاحتكاكات تقع أيضًا بين الشاباك والموساد بعد أنّ تم تحويل الكثير من الصلاحيات التي كانت ضمن صلاحيات الشاباك لجهاز الموساد خاصة في موضوع محاربة تهريب السلاح.

وحسب الموقع وحتى نتمكن من فهم أصول وأساس الخلافات يجب أن نعلم بان التشكيلات الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية تجد صعوبة كبيرة في توزيع الصلاحيات المتعلقة بقطاع غزة فيما بينها وهنا يقوم الفشل الاستخباري مقابل غزة بتغذية هذه الصراعات والخلافات حيث يدعي كل جهاز بقدرته على العمل بطريقة أفضل.

حرره: 
د.ز