أمام إيران نووية

خامنئي

كوبي ريختر

حسم الأمر. هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران. اتفاق يخيب لامل اسرائيل، ليس مثنيا على الفريق الأمريكي المفاوض. اسرائيل لم تكن هناك بسبب اخطاء رئيس الوزراء نتنياهو، ولكن حذار أن نخطيء في التفكير فنظن انه لو كان تصرف بشكل مختلف لكانت النتيجة مغايرة. إيران ستحقق قدرة عسكرية نووية في أقرب وقت ممكن وما كان هناك سبيل لمنع ذلك ـ دبلوماسيا او عسكريا. وعليه فيجب الشروع بالبحث في مستقبلنا في ظل الاعتراف بواقع الاتفاق وبالتحول النووي الإيراني غير البعيد.

يجدر بنا ان نفهم حقيقتين هامتين. الاولى، هي أن الولايات المتحدة تعمل وستعمل لاعتباراتها هي وليس لاعتبارات اسرائيل. اسرائيل هي في المكان الثاني، بل ويمكن أن تهبط أكثر.
هذا هو السبب الذي يجعل حتى سلوكنا الصحيح ما كان ليمنع الاتفاق الذي قرره الرئيس الأمريكي بصفته مصلحة أمريكية. ثانيا، إيران لا تتطلع إلى قوة نووية لاخافة اسرائيل بل لغرض تحقيق هيمنة شيعية في العالم الإسلامي. عداءها المعلن لاسرائيل يخدم هذا الهدف وليس هو الهدف بحد ذاته.
من هنا ينشأ الاستنتاج التالي: إيران ستختار طريقا لتثبيت الهيمنة التي لها احتمال في النجاح دون ان تثير العالم ضدها. فاستخدام السلاح النووي هو المثال الاسوأ على ذلك، وإيران التي سبق أن اثبتت في المفاوضات بانها متوازنة لا بد ستبتعد عن هذا الطريق. اما استخدام القتال بقوة منخفضة، دعم الإرهاب واعمال حرب العصابات التي تنجح فيها إيران منذ سنوات في لبنان، سوريا واليمن، هو ايضا طريق ستنجح إيران فيه دون شجب دولي. ليس لإيران سبب لاستبداله بالعدوان النووي.
من جانب الدول السنية المعتدلة، مثل السعودية، وتركيا، فان الجواب على التحول النووي الإيراني سيكون التحول النووي المتبادل، لخلق ميزان ردع. وهي ستتطلع إلى الحصول على مظلة أمريكية كي تردع العدوان الإيراني. من جهة الولايات المتحدة سيؤدي التحوف النووي الإيراني إلى خلق تحالف مع الدول السنية، من أجل التوازن مع إيران التي يعرض تحولها النووي الدبلوماسية الأمريكية كدبلوماسية فاشلة بأثر رجعي.
اسرائيل يمكنها أن تكون جزءا من هذا التحالف لان قوتها الكامنة تشكل مساهمة ذات مغزى.
وكبديل من شأنها أن تجد نفسها خارج التحالف لان الولايات المتحدة او الدول السنية ستعارض ذلك. وعدم ادراجها ستكون له نتائج حرجة على وجودها: من خارج التحالف، من شأن اسرائيل أن تجد نفسها في وضع تكون فيه ممنوعة عن الرد على العدوان الإيراني، مثلما حصل في حرب الخليج عندما منعت الولايات المتحدة ردا اسرائيليا على الصواريخ الإيرانية كي لا تضعضع التحالف الذي اقامته مع البلدان العربية. في مثل هذا الوضع ستضطر اسرائيل إلى اقامة ميزان ردع ليس فقط ضد إيران بل وايضا، باحتمالات غير هامشية، ضد السعودية، مصر وتركيا. وليس لاسرائيل من اجل ذلك المقدرات المناسبة ووجودها سيكون عرضة للخطر.
اخفاقان يمكنهما أن يؤديا باسرائيل إلى هذا الوضع الكارثي. الاول هو شرخ عميق بما يكفي في العلاقات مع الولايات المتحدة، التي لن تسارع إلى ادراج اسرائيل في التحالف او للاسف لا توازن اعتراضا، حتى وان كان خفيفا، للشركاء العرب. خطاب اوباما الاسبوع الماضي يمكن أن يشهد على تطور قلق في هذا الاتجاه.
اما الاخفاق الثاني فهو استمرار الاحتلال، الذي له نواقص عديدة اخرى، فيدفع الشركاء العرب إلى رفض اسرائيل رغم مساهمتها المحتملة في قوة التحالف بسبب المواجهة مع الفلسطينيين، مثلما سبق ان فعلت في 1991 ومثلما كفيلة المبادرة الجديدة لمصر لفرض الرقابة على المفاعل في ديمونا أن تكون. في هذا السيناريو يبدو ان الولايات المتحدة، خائبة الامل من الرفض الاسرائيلي للسلام، لن تتصدى لذلك.

يديعوت 

 

حرره: 
م.م