صفقة "منغيستو": مستحيلة لحماس ولإسرائيل

منغيستو

محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: لم تنقضِ فترة طويلة بعد الاعتراف الإسرائيلي بوجود إسرائيليين محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، حتى بات بإمكان المتابع العادي لوسائل الإعلام العبرية ملاحظة أن الملف تقريباً اختفى من الصحف العبرية الأربعة الرئيسية ومن القنوات التلفزيونية، ليظهر جلياً أن الاثيبوبي أبراهام منغستو أرخص بكثير من جلعاد شاليط وان البدوي ايضاً أرخص من الأثيوبي وأيضاً من السجين عودة الترابين المحتجز لدى مصر منذ سنوات طويلة بتهمة التجسس.

تعاملت وسائل الإعلام العبرية مع قضية "الأسيرين الإسرائيليين بغزة" كجوقة رددت معزوفة أعدتها بشكل مسبق أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية،  خلاصتها أن الحديث يدور عن قضية إنسانية وأنهما – الأثيوبي والبدوي- تسلسلا إلى غزة بمحض ارداتهما وهذا الفرق بينهما وبين ملف شاليط الذي اننتزع من دبابته.

حركة حماس ترى بالأسير الاثيوبي على الأقل، فرصة ذهبية لتحرير قادتها الأسرى خصوصاً حسن سلامة وعباس السيد الذين تعهدت كتائب القسام في أكثر من مناسبة بتحريرهما بعد فشل الحركة بتحريرهما في سياق صفقة شاليط.

ولكن المعضلة التي تواجه حماس في الإطار هي أنها لم تنجح من خلال "صفقة شاليط" بالإفراج عن أسرى يعتبرون شخصيات قيادية في كتائب القسام عندما كانت تحتجز جندي اسرائيلي تم أسره خلال عملية عسكرية وهذا الجندي يهودي ويحمل أيضا جنسية فرنسية وهو من أبناء النخبة الاشكنازية التي تحكم اسرائيل، وهذا سيجعل من المفاوضات بشأن الأثيوبي أكثر تعقيداً.

نجحت أسرة جلعاد شاليط بحشد الرأي العام الإسرائيلي وبلورة إجماع جماهيري حول مطلبها بتحرير ابنها بغض النظر عن المقابل، و بعد خمس سنوات نجحت بالضغط على الحكومة الإسرائيلية بعد تنظيم تظاهرة احتجاجية شارك فيها عشرات آلالاف من الاسرائيلين بالقدس، ولكن التعاطف الذي حظي به شاليط منذ البداية من جانب وسائل الإعلام العبرية او السياسيين وتبنى قضيته من جانب الجيش غير متوفر بالنسبة للأثيوبي الذي يتنمى لأقلية لا يتجاوزر عددها عدد الإسرائيلين الذي شاركوا بالاحتجاح الـكبر الذي جاب شوراع القدس وشارك فيه أكثر من 150 ألفاً لمطالبة الحكومة الاسرائيلية باتمام صفقة للإفراج عن شاليط.

اذا استغرقت عملية اجبار الحكومة الاسرائيلية بالرضوخ لمطالب حماس للتوصل لصفقة لتحرير شاليط خمسة أعوام فإن هذه العملية بشأن الأثيبوبي قد تكون أطول بكثير لغياب الإجماع حتى الآن حول ضرورة استعادته، ولكن في حال نجح الاثيبوبيون داخل اسرائيل بربط قضية منسغتو بنضالهم ضد العنصرية فإن الأمر قد يقصر الطريق نوعاً ما.

حكومة نتنياهو التي تعرضت لانتقادات كبرى في اسرائيل بعد إفراجها عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينين الذين شاركوا بهجمات ادت لمقتل إسرائيليين ضمن صفقة شاليط، لن تدفع ثمناً رفضت أن تدفعه مقابل جندي اسير كانت مسألة تحريره مطلب اجمع عليه الاسرائيلين، مقابل الإفراج عن "الأثيوبي".

وفي المقابل فإن قيادة حماس لن يكون بمقدورها تسويق صفقة تبادل أسرى جديدة تستنثي قادة كبار في كتائب القسام لم يفرج عنهم في سياق صفقة شاليط.

حرره: 
م.م