الثاني على غزة: "التوجيهي" من أجمل سنوات عمري

توجيهي

سعيد قديح

(خاص) زمن برس، فلسطين: كان المعدل 99.4 % متوقعًا عند أحمد العشي ( 18 عامًا ) من تل الهوى بغزة بعدما بذل أقصى جهدٍ له للنجاح في الثانوية العامة ونيل المرتبة الثانية على قطاع غزة والتاسع مكرر على مستوى فلسطين لهذه السنة، في الفرع العلمي. 

حتى قبل إعلان النتيجة نفسها كان أحمد هادئًا وفرِح القلب ومطمئنًا للغاية، على ثقةٍ بأنه سيحرز معدلًا مرتفعًا، ذلك لأنه لم يقصر بحق سنته هذه في التوجيهي كما يقول.

ويروي قائلًا:" كانت من أجمل سنوات عمري بفضل الله أولًا ثم بفضل أهلي الذين كانوا دومًا يسارعون إلى تشجيعي وتحفيزي، وأي نجاح على هذه الأرض لا يأتي من فراغ، انما هي ثمرة الجد والتعب ووقوف الأهل لجانبك".

ويضيف:" كانت مشكلة الكهرباء هي أكبر مشاكلي، وقد عانيت كثيرًا لدرجة أني لم أعد قادرًا على الدراسة في فترة الليل، وقررت عدم الدراسة في هذه الفترة أبدًا، وسارت الأمور كما أريد، حتى في فترة الامتحان نفسها، لم أكن أدرس أبدًا في فترة الليل".

ونصح أحمد الطلاب المقبلين على الثانوية العامة بالقول:" أنصحهم بأخذها كأي سنة عادية، وتوفير البيئة المناسبة للدراسة بعيدًا عن الضجيج والمشكلات، كما من المهم أن لا يدرسوا أكثر من ثماني ساعات وهذا أمر مريح للدماغ ونفسية الطالب".

وتابع في نصائحه:" لا تأخذوا دروسًا خصوصية إلا اذا كنتم مضطرين لها، وابتعدوا عن الإكثار من الملازم الخارجية، فلا مانع من حل أسئلة خارجية، لكن ليس بالإكثار من الملازم وأوراق المراجعة".

ويرى أحمد في خوف الأهل وتوترهم فترة الاختبارات وما قبلها أمرًا عاديًا، ونابعًا من حرصهم على أبناءهم بالقول:" هذا أمر ايجابي جدًا، وكن فخورًا بأن الله يمنحك والدين رائعين يخافان على مستقبلك، ويقلقان اتجاهك، ففي كل مرة كنت أخرج فيها من الامتحان، كنت أجد والدتي تنتظرني بحرقة، لتسألني عما أبليت في الاختبار، والحمدلله أني لم أخيب ظنها".

وعن التخصص الذي قرر دراسته في الجامعة، يقول على الأغلب سأدخل الطب، وأدرسه في جامعة الأزهر بغزة، وقد كنت محتارًا بين الطب وهندسة البترول، لكني أرى بالطب أفضل، وهذا ما نصحني فيه كثيرون.

ومن الجدير بالذكر أن شقيقته أسماء، وكذلك شقيقه رأفت قد حازا على الامتياز أيضًا في الثانوية العامة، ويدرسان الطب في مصر.

أما والدته منى ( 39 عامًا ) فعبرت عن فرحها بنتيجة أحمد بالقول:" كنت أنتظر من ابني معدلًا كهذا، والحمدلله الذي استجاب لدعواتي دومًا في أن يكون صاحب امتياز، وصاحب رسالة يمضي في دروب العلم".

وتتابع:" أتمنى أن يدرس الطب، ليكون بهذا ثلاثة من أولادي يدرسونه، الطب تخصص جميل، ولن نجبره على دراسة أي تخصص لا يرغب به، وأتمنى من الأهالي الاهتمام بأبنائهم في فترة الثانوية أكثر، لأن اهتمام الأهل سبب رئيسي في نجاح الطالب".

ولم ينكر أحمد توقه للدراسة في الخارج، لكنه يفضل أن تكون دراسته في غزة بعيدًا عن مشكلات المعبر والحصار الإسرائيلي الخانق على غزة.


 

حرره: 
م.م