كل يوم بدون اتفاق

النووي

المنطق يقول إن إيران بحاجة أكثر من أي طرف آخر للاتفاق

بقلم: يوسي ميلمان

يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يفرك يديه استمتاعا. فبفضل ما نسب للاستخبارات، فان المحادثات لتحقيق تسوية نووية مع إيران لن تنتهي في الموعد المقرر. واضح الان، قبل يوم من انتهاء الموعد المقرر، 30 حزيران، بان غدا لن توقع صفقة. وكل يوم يمر بدون صفقة هو انجاز لنتنياهو ولكل من يعارضها.

المحادثات بالتالي ستمدد، ولكن هنا ايضا لا يمكن للأمر ان يستمر إلى الأبد. إدارة رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما ووزير الخارجية جون كيري متحمسة للوصول إلى صفقة حتى 4 تموز، يوم الاستقلال الأمريكي. إذا ما حصل هذا ووقع اتفاق حتى ذلك الحين فسيكون للكونغرس 30 يوما فقط للفحص وربما ايضا للاعاقة للاتفاق. إذا تحقق الاتفاق مع 9 تموز ـ فعندها سيمنح الكونغرس 60 يوما لفحصه ـ واذهب لتعرف ماذا سيحصل في هذين الشهرين.
بعد ثلاثة لقاءات ماراثونية مع نظيره، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، غادر وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف فينا وطار إلى طهران للتشاور مع الزعيم الاعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامينئي، الرجل الذي سيحسم إذا كان سيكون اتفاق أم لا.
وطار ظريف إلى بلاده لانه هو ورجاله يخشون من أنهم يتصنتون عليهم وهم غير واثقين حتى باجهزة التشفير خاصتهم، والتي يفترض بها أن تسمح لهم بان يتحدثوا دون خوف من أن تلتقط محادثاتهم. وكما يذكر، فان منشورات في الاسابيع الاخيرة في وسائل الإعلام الدولية وفي شركات حماية الحواسيب، عزت للاستخبارات الاسرائيلية ادخل فيروسات إلى الفنادق التي تجرى فيها المحادثات.
ويدل سفر ظريف ايضا على أنه ليس لديه في واقع الامر تفويض لعقد الصفقة ولهذا فان عليه ان يتوجه جسديا إلى عاصمته كي يحظى بمباركة الزعيم الاعلى خامينئي. ولكن إذا اعتمدنا على سوابق الماضي وانماط المفاوضات الإيرانية في العقد الاخير مع القوى العظمى الكبرى، فان الزعيم الاعلى لن يمنح موافقته مسبقا. وطريقته هي: وقعوا على الاتفاق ـ وبعدها نقرر. وينبغي أن نتذكر بان خامينئي سبق ان عرقل اتفاقا نوويا واحدا موقعا على الاقل.
ينبغي للمرء أن يكون أخرق تماما كي يتنبأ باحتمالات الوصول إلى اتفاق. فقد بقيت الفوارق كبيرة، مثلما قال أمس وزراء خارجية المانيا، فرنسا وبريطانيا. وهذه هي كل المواضيع التي لا تزال موضع خلاف. طلب حق الوصول الحر من المراقبين الدوليين إلى المواقع العسكرية، طلب التحقيق مع علماء إيرانيين يرتبطون بالبرنامج النووي العسكري، طلب الحصول على معلومات كاملة عما حصل في الماضي وموقف واضح وبموجبه لن ترفع العقوبات الشديدة إلى أن تحترم ايرام وتنفذ كل بنود الاتفاق، إذا ما تحقق هذا.
باختصار، احتمالات الاتفاق هي مثل الاعلان الذي يقول: «كل رقم يربح». المنطق يقول ان إيران بحاجة اكثر من أي طرف آخر للاتفاق. الادارة الأمريكية متحمسة لتحقيقه. ولكن لا يزال غير واضح إذا كان سيتحقق الاتفاق واذا كان فمتى. كل شيء مفتوح، ايضا، وربما بسبب ان لحظة الحقيقة تقترب حقا.

معاريف 

 

حرره: 
م.م