حصلت وزيرة الثقافة على منصبها بسبب حبها للتحرش والإثارة

وزيرة الثقافة الإسرائيلية

ريغف وراء ريغف
بقلم اسحق بن نير

لم أكن موجودا أمس في الاجتماع التلقائي للمنتجين ضد الهجوم الذي ظهر في سياسة الحكومة فيما يتعلق بحرية الابداع ودعمها. أوافق، رغم أنني لست من الوسط ـ يسار، على الاقوال الصعبة لصديقي عوديد كوتلر ضد وزيرة الثقافة الجديدة وتهديدها لكل من يحاول معارضتها، ومعارضة سلوكها، وموقفها السياسي ورغبتها الشديدة في ترويض أي كتابات وابداعات لا تلائم تفكيرها السطحي.

يوجد لدى السيدة كما يبدو تحفظا على كل من يفكر خارج صندوق الاسمنت وايمانه مختلف وأكثر عمقا من ايمانها. لو كنت في مكان كوتلر الذي تحدث بانفعال كمن ساهم في الثقافة الإسرائيلية مدة 60 سنة، وقدم لها أضعاف ما قدمته الوزيرة ريغف، لكنت استخدمت تشبيها أكثر اعتدالا وأكثر ايجابية مثل «سُذج ينقادون بعين مغمضة» أو «عشرة مقاعد ساذجة، تثق بالوعود، بالتخويف، بالتهديد والاكاذيب التي تصدر عن نتنياهو».

إستنكر عاموس عوز وشيلي يحيموفيتش أقوال كوتلر، ودعيا إلى الحوار مع من تطلب خصي الكتابة الابداعية. أخشى أن يكونا قد نسيا عن أي احترام يدافعان: عن التي اعتبرت اللاجئين الافارقة «سرطان في جسم الأمة»، وحرضت ضد اليسار في الانتخابات، وقالت عن كحلون ورفاقه «خونة»، وضد الكُتاب في خطاب الـ «لدينا 30 مقعدا ولكم فقط 20». وهذا ببساطة يحول الثقافة يطرفيها إلى مملكة سياسية خاصة.

إن تصميم ريغف على الزام المنتجين الكتابة بروحية إسرائيل جدتي، المحتلة والمستخدمة للقوة، والتي لا تخطيء أبدا، وأن العالم اللاسامي كله ضدها، يشبه تصميم وزير آخر في الحكومة لاطعام المضربين قسرا. لقد أراد نتنياهو هذه التعيينات الغريبة.

ريغف تصلح لتكون وزيرة الفضاء الفارغ وأن تخدم عدم شرعية اللاشرعية، لكنها هبطت في وزارة الثقافة بسبب حبها للتحرش.

فهي ستصطدم من اجله مع الكُتاب والمنتجين الذين يحتقرونها ويحتقرونه ويرفضون اسلوبهما الذي يستند إلى القوة، لكنهم يخافون ايضا على مصدر رزقهم.
هكذا ستتصرف، ريغف وراء ريغف، تجاه حرية الابداع، الرأي والتعبير في إسرائيل. مثلما فعل نتنياهو في قضية اورين حزان، حيث قام باخفائها من خلال التركيز على مشاكل إسرائيل مع مواطنيها العرب، الفلسطينيين، المحيط المتغير، ادارة اوباما والمقاطعات.

الساحر نفسه ليس متعجلا للتدخل في الصراعات الداخلية وحل المشكلات المشتعلة، فكل شيء صغير بالنسبة له، وهو لا يريد تلطيخ يديه الكبيرتين.
سمعت من أحد مقربي ايهود باراك، أنه عندما كان يلتقي باراك في حينه مع نتنياهو وافيغدور ليبرمان (لا أعلم اذا كان يلتقي بهما معا أو كل واحد على حدة)، وسمع منهما أنه لا يوجد من نتحدث معه وأن «العودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين لا قيمة لها»، سألهما عن خطتهما لمستقبل إسرائيل. ولم يحصل منهما على جواب، أو تفكير بعيد المدى للحل. لم يسمع شيئا.

هذا ما يحول كلمات المرحوم آسي ديان «لا توجد خطة» في فيلم «شرشف كهربائي اسمه موشيه» إلى تصريح وجودي فظيع وساري المفعول لشعب إسرائيل، زعمائه، منتجيه الثقافيين ووزيرة الثقافة الجديدة، العميد ميري ريغف.

معاريف

حرره: 
س.ع