ستة أطفال ينتظرون عودة خضر عدنان

خضر عدنان

ديالا الريماوي

(خاص) زمن برس، فلسطين: خلف قضبان السجن، يقبع الأسير خضر عدنان بجسده الهزيل وإرادته القوية، يحارب بأمعائه الخاوية دولة سلبت حريته وحرمته من عائلته وأبنائه الصغار، لينال حقه الوحيد والبسيط وهو العيش بحرية وكرامة، كما في المرة السابقة عام 2012، حين أضرب لأكثر من 60 يوماً وكان أول أسيرٍ يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام متبعاً الطريقة الايرلندية ما دفع الاحتلال حينها للخضوع لمطالبه.

إما أن أخرج محمولاً على الأكتاف منتصراً، أو أخرج محمولاً على الأكتاف شهيداً" هذا ما قاله الأسير الشيخ خضر عدنان لزوجته عندما قرر خوض الإضراب الأخير،  وكوسيلة عقاب، نقلته إدارة سجون الاحتلال من زنازين سجن "هداريم" إلى زنازين سجن "الرملة"، وذلك بحسب معلومات نقلها المحامون لعائلته عند زيارتهم له، إذ يرفض الأسير تناول أي مدعمات ومقويات، وهو ما أدى إلى تراجع وضعه الصحي.

أما عن عائلته التي تترقب أخباره، تقول زوجته رندة موسى لـ"زمن برس": نحن جميعاً مرفوضون أمنياً لا نستطيع زيارته، باستثناء ابنتيه، وتصلنا أخباره عن طريق المحامين فقط".

قبل أن يخوض الشيخ إضرابه، استطاعت زوجته أن تحصل على تصريح لمرة واحدة يصدر لمن يرفضون أمنياً، وخلال الـ45 دقيقة من الزيارة أخبرها زوجها بقراره الحاسم، بأنه سيخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام إذا تم تجديد اعتقاله الإداري للمرة الثالثة.

قرار الشيخ خضر، لم يكن سهلاً على زوجته وعائلته لكن بنفس الوقت كان عليهم أن يقفوا إلى جانبه. تقول زوجته:"  أنا أؤيد كل قرار يأخذه الشيخ وأدعمه، لكن كزوجة أخاف وأخشى أن نفقده لا قدر الله، فالكلام شيء وما نشعر به شيئا آخر، لأنه هو من يتعذب ويتألم، وعلينا أن نسانده حتى يستنشق عبق الحرية".

أثناء فترة الاعتقال، مرضت والدة الشيخ خضر وكان يخشى أن يصيبها مكروه، فكان عنوان إضرابه في البداية "فداك يا أمي"، وكانت تلك المعركة ليس فقط من أجل إنهاء سياسة الاعتقال الإداري فقط، وإنما أيضا هو مطلب لينال كافة الأسرى حريتهم.

وفي هذا السياق، أوضح المحامي جميل الخطيب، وهو محامي خضر عدنان أثناء فترة الاعتقال 2012 لـ"زمن برس" إن الاحتلال عندما أعاد اعتقال خضر عدنان، أضاف إلى الملف السري زعم أن الشيخ كان لديه نشاطات وفعاليات تنظيمية عديدة، لكن القرار الأول والأخير فيما يتعلق بالاعتقال الاداري يعود إلى المخابرات الإسرائيلية بالتوافق مع محكمة العدل العليا".

وأضاف الخطيب" أن محكمة العدل العليا تكون أمام ثلاثة خيارات إما تثبيت جوهري، أو تقصير جوهري أو الإفراج، وفي الصفقة الأولى بين المخابرات ومحكمة العدل العليا وبين الشيخ خضر كانت تثبيت جوهري أي أنه بعد الحكم الأخير لن يتم تجديد اعتقاله وسيتم الافراج عنه بالموعد المحدد، والمحكمة لا تضع شروطا تحظر على الأسير ممارسة نشاطات أو فعاليات".

وأشار الخطيب إلى" أن صفقات الاعتقال الاداري تختلف عن الصفقات الأخرى، فالأسير خلال الأشهر الأخيرة له يكون هناك متابعة لملفه الأمني، في حال إذا تم الاعتراف عليه أو ثبت أن له نشاطات تنظيمية يلغى الاتفاق بينه وبين محكمة العدل العليا".

أما عن الضغوطات التي كان يتعرض لها الشيخ في الاضراب السابق، تقول زوجته:" كان يحدثني أن أصعب شيء هي التنقلات الكثيرة، فالأسير المضرب يكون هزيل لا يقوى على الحركة، والبوسطة كانت العذاب الأكبر لهم إذ يتيم تقيدهم ويبجلسون لفترات طويلة على مقاعد حديدية".

وتتابع عندما خرج الشيخ خضر قال لي:" لن تصدقي إذا قلت لك أنني كنت أشعر أن الملائكة وكأنها كانت تطعمني".

ستة أطفال ما زالوا بانتظار والدهم الذي يخوض إضرابا عن الطعام لليوم 22، ليعيد لهم البسمة من جديد يلاعب ويداعب أطفاله كل يوم، يحضنهم ويقبلهم دون أن يضطر إلى طبع قبلة على حائط زجاجي يحول بينهما.

طفلة خضر عدنان، معالي تقول لـزمن برس:" أريد أن يعود أبي إلينا، اشتقت له أريد أن أعود للعب معه من جديد".

حرره: 
م.م