هكذا قال أوباما

اوباما

ليس هناك في الواقع جمود سياسي ومن يعتقد ذلك يكون واهماً

بقلم: تشيلو روزنبرغ

إن تصريح الرئيس اوباما في مقابلة مع قناة «العربية» أنه في السنة القادمة ليس هناك احتمال في تقدم العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين، مر من تحت الرادار السياسيالعام في اسرائيل، بدون رد حقيقي. يمكننا أن نفهم هذا على ضوء حقيقة أن اسرائيل منشغلة بالسياسة الداخلية لتشكيل الحكومة وتعيين الوزراء. هذا مؤسف، لأن الموضوع السياسي يحمل في طياته مخاطر مصيرية تجاه اسرائيل.

هكذا قال اوباما: «لا أعتقد أن اتفاقا شاملا هو أمر ممكن مع الاخذ في الاعتبار الحكومة الاسرائيلية الجديدة والتحديات التي يواجهها الرئيس الفلسطيني». يبدو أن الحديث يدور عن قول عابر، لكن مع ذلك توجد فيه رسالة هامة جدا. اوباما يتهميفحصتركيبة حكومة اسرائيل، ويصل إلى استنتاج أن وجهتها ليست نحو العملية السياسية. كذلك ايضا أبو مازن ذُكر كمن يواجه صعوبات كبيرة، لكن الرئيس اختار، لاسبابه الخاصة، ألا يلقي التهمة ايضا على أبو مازن وكأنه لا يريد العملية السياسية، بل كمن يواجه صعوبات كبيرة، أي حماس ومنظمات الرفض الاخرى.
المعنى الوحيد لاقوال اوباما هو أنه حتى نهاية فترة ولايته في كانون الثاني 2017، فان حكومة اسرائيل التي تشكلت في هذه الاثناء تستطيع أن تهدأ وتواصل التمتع بالجمود السياسي الذي جميع اعضاء الحكومة يريدونه جدا. لكن السم في الدسم: من يعتقد أن هناك تجميدا حقيقيا في العالم بشكل عام، وفي الشرق الاوسط بشكل خاص، فانه يخطيء خطأ كبيرا. قبل الغوص في أعماق المخاطر الكامنة في التسليم بنظرية التجميد، نُذكر فقط أن موضوعا تافها مثل خطر ابعاد اسرائيل من الـ «فيفا»، زيارة رئيس الـ «فيفا» بلاتر لاسرائيل وجهود زعماء اسرائيل وقيادات كرة القدم لمنع اقصاء اسرائيلكل ذلك هو مثال لما يمكن أن تتطور اليه الامور في الساحة الدولية ضد اسرائيل.
إن هجمات الادارة الأمريكية، وفيها الرئيس اوباما بصوته، ضد رئيس الحكومة والحكومة الحالية تشير إلى الاحتقار المتبادل. نتنياهو يكثر من الحديث عن الامن لكنه يتجاهل أحد المكونات الهامة لامن اسرائيلالعلاقات مع الولايات المتحدة. من يفهم الوضع بين الدولتين فانه لا يستطيع إلا أن يكون قلقا. الموقف الاسرائيلي الذي يستخف باوباما معروف. علينا أن نتذكر أن للأمريكيين صفة ليست محبوبة جدا: عدم نسيان الاهانة والدفع للمهينين.
من يعرف الجو السائد اليوم في الولايات المتحدة، في الجامعات وفي أروقة الادارة وفي المنظمات الدولية، يعرف جيدا أن المخاطر التي تنتظر باسرائيل كبيرة جدا بدءً من المقاطعة وانتهاء بالمواقف القاسية المناوئة لاسرائيل في الامم المتحدة. يمكن الاستخفاف لكن يجب أن نتذكر أن هناك امكانية لأن تقع علينا مفاجآت غير سارة.
من يعتقد في الحقيقة أنه سيكون هناك تجميد، مخطيء.
اذا لم تقم اسرائيل بالمبادرة، فانها ستُجر إلى اماكن غير مرغوب فيها. هذا ليس تخويفا، المخاطر ملموسة. اسرائيل ليست خارج التاريخ. ليس هناك تجميد سياسي ولكن فقط وهم. تحت البساط تحدث أحداث. المثال الافضل لذلك هو حرب يوم الغفران. غولدا وزملاءها تجاهلوا كل التحذيرات وقدسوا الجمود السياسي. حينذاك حلت مفاجأة يوم الغفران والتهمت الاوراق. احيانا التاريخ يضلل، كما أنه يكرر نفسه بهذا الشكل أو بآخر.

معاريف

 

حرره: 
م.م