احموا أطفالكم من "الطاقة" القاتلة !

مشروبات الطاقة

محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: " 3 أطفالٍ لم تتجاوز أعمارهم 5 سنوات، دخلوا إلى أحد المتاجر بعد ما أنهوا دوامهم في إحدى رياض الأطفال، حيث كنت هناك، واستغربت حين شاهدتهم الثلاثة يشترون مشروبات الطاقة، التي أثبت كل الدراسات أنها تشكل ضرراً للكبار، وتساءلت ماذا سيكون أثرها على هؤلاء الصغار؟".

يعد الحديث في أضرار مشروبات الطاقة على صحة الإنسان أمراً ليس بالجديد، كونها ظهرت بقوة قبل عدة سنوات، ونالت حينها نصيبها من الدراسات والتحذيرات والتقارير الإعلامية، لكن ما هو أكثر خطورة الآن هو قيام الاطفال بتناول هذه المشروبات بشكل كبير، دونما رقابةٍ من الأهل أو حتى أصحاب المتاجر الذين يبيعون هذه المشروبات لمختلف الفئات العمرية.

وفي هذا الموضوع قالت أخصائية التغذية آية الفار إن الضرر يتفاوت من فئة عمرية لأخرى، ولكن إذا تحدثنا عن من هم أقل من 16 سنة، وكانوا يتناولون مشروبات الطاقة بشكل كبير، ممكن أن يصابوا بكثرة الحركة وقلة النوم وضعف التركيز وسرعة الانفعال، والتبول اللاإرادي واضطرابات بدقات القلب، كما أنه من الممكن أن يعتاد جسمهم عليها، وهو ما يؤدي إلى حاجتهم لتناولها باستمرار وبالتالي زيادة المخاطر".

وأضافت أخصائية التغذية في حديثها مع زمن برس" أن ما يزيد من خطورة مشروبات الطاقة على الأطفال هو أنها تحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ، من الكافيين، وهو لا يجب أن يعطى للأطفال، لأن الطفل في مرحلة نمو، والكافيين يعطيه نشاط مفرط ويؤثر على طبيعة النوم ويحرم الدماغ من النمو بشكل صحيح".
ونوهت إلى" أن تناول مشروبات الطاقة يحرم الطفل من تناول أكل صحي، ودائماً يصبح اختياره أغذية غير صحية، وبالتالي هو متضرر على الناحيتين منها".
الخطورة الأخرى التي تحدثت عنها الأخصائية الغذائية تمثلت في أن منتجات مشروبات الطاقة، لا يذكر فيها كل المكونات أو قد يتم استبدال المكونات بأسماء أخرى".

ومن ناحيته قال مدير وحدة الشكاوي في جمعية حماية المستهلك محمد شاهين إن الخطر الجديد يتمثل أيضاَ في دخول أنواع جديدة من مشروبات الطاقة إلى الأسواق، أكثر رداءةً وتباع بأسعار رخيصة لا تتجاوز شيكل واحد، رغم أن تكلفة انتاج مشروبات الطاقة عالية" وفقاً لتعبيره.

وطالب شاهين في حديثٍ مع "زمن برس" بوجود رقابةٍ رسمية من قبل وزارة الصحة، إضافة إلى فحوصات دورية، وحصرٍ للأنواع والشركات والمصادر وأين تباع، مضيفاً أن ذلك يجب أن يكون أيضاً بتعاون ما بين وزارتي الصحة والاقتصاد الوطني.

وتابع شاهين:" عملية المراقبة والمتابعة بحاجة لتعاون ما بين مديريات الصحة ووزارة الصحة، وطواقم حماية المستهلك وجمعيات حماية المستهلك، وبحاجة أيضاَ لتوعية للناس بأن هذه المشروبات ليست مصدراً للطاقة ولا تعطي إضافة للقدرات العقلية أو الجسدية وهي كلها مضار وليس فيها أشياء إيجابية".
كما دعا شاهين لتوعية أصحاب المتاجر بخطورة هذه المشروبات وبالأخص على الأطفال، مشيراً إلى أن بعض الدول منعت بيعها بالكامل، وقامت دول أخرى بتقييد بيعها في أماكن معينة فقط كالصيدليات.

وأشارت بعض الجهات المختصة إلى أن الفلسطينيين يصرفون ملايين الشواقل سنوياً على مشروبات الطاقة، لكنه لا يوجد بعد إحصائية رسمية حول معدل الاستهلالك، فيما قال مصدر في جهاز الإحصاء المركزي إن "معدل استهلالك مشروبات الطاقة" سيضاف إلى بنود الإحصاء القادم.

 

حرره: 
م.م