لمن تنتمون؟

صحافة عبرية

بقلم: عاموس غلبوع

في متحف في المدينة اليابانية تكياما ترتفع بفخر يافطة «صورة كبيرة» بالقرب من تمثالين يابانيين ضاحكين، ليس باليابانية ولا بالانجليزية، بل بالعبرية. لماذا؟ لأن المكان مكتظ بالإسرائيليين. العديد جدا من الإسرائيليين يزورون اليابان في هذه الايام. أنت تنظر اليهم وفي الخلفية تدوي اللعنات من الارض المقدسة على نجاح الدهماء في الانتخابات، على الشعبين اللذين يعيشان معا. أنت تسأل نفسك، لأي شعب ينتمي اولئك الإسرائيليون الذين يزورون المعابد اليابانية؟.

هل هم ينتمون للشعب المتعفن أو لنفس الشعب غير المتعفن؟ هل هم ينتمون لشعب يعبد الاصنام أو لشعب لا يعبدها؟ هل هم ينتمون لشعب ذي حساسية أو لشعب ذي عقل؟ هل لشعب هو قطيع أو لشعب قائد؟ هل هم ينتمون لشعب ظلامي متدين شرقي يسعى إلى الحرب أو لشعب ابيض علماني اشكنازي محب للسلام؟ هل هم ينتمون لشعب غبي واقع خلف حدود تل ابيب أو لشعب تل ابيب الليبرالي المتنور الديمقراطي؟.
أنا لا أعرف. أنا أعرف فقط عن نفسي. أنا أنتمي قبل كل شيء وفوق كل شيء للشعب اليهودي. هذا شعب له تاريخ غير موجود لأي شعب آخر (باستثناء الشعب الصيني)، له وطن، له حضارة وأدب روحاني أبدي، له دين ولغة خاصة به. وكما في كل شعب آخر توجد فيه طبقات اجتماعية مختلفة وطوائف مختلفة، محافظة ومتطرفة، واقسام متنوعة وأقليات قومية وغير ذلك. سيادة هذا الشعب في وطنه وجدت تعبيرها الصادق في وثيقة الاستقلال التي يذكرونها كثيرا. نصف الوثيقة على الأقل يؤكد على الشعب اليهودي وهي تبدأ بما يلي: «في ارض إسرائيل قام الشعب اليهودي، فيها شُكلت صورته الروحية والدينية والسياسية». الوثيقة تكرر ذكر الشعب اليهودي عشر مرات بالصورة الواضحة للقومية مثل كل القوميات وليس الدين. وعند اعلانها عن «اقامة الدولة اليهودية في ارض إسرائيل» فان قصدها هو أن الدولة اليهودية هي دولة الشعب اليهودي. وعندما تعدد انجازات الاستيطان اليهودي في بناء البلاد وتجديد اللغة العبرية، لا تذكر اقامة المدارس الدينية أو الكنس. حسب رأيي، كان يجدر تحويل وثيقة الاستقلال إلى وثيقة قانونية مع ملاءمتها مع واقعنا.
على هذه الخلفية أطرح سؤالين على كل الذين يتحدثون عن الشعبين اللذين يعيشان داخلنا، وينسبان أنفسهما للشعب الحكيم: الاول لأي شعب بمعناه القومي أنتم تنتمون؟ هل تنتمون للشعب اليهودي كما تحدده وثيقة الاستقلال؟ هل توافقون تماما على وثيقة الاستقلال؟ أو أنكم لا تنتمون اليه، وأنكم مواطنو العالم الكبير، وأنكم بالفعل منزوعين من ارض قومية، تماما مثل المتطرفين في الحريديين.
اذا كان الجواب على السؤال الثاني ايجابا، اذا موقفكم واضح. أنتم حقيقة شعب آخر مختلف، لاعن ومحبط دوما. اذا كان الجواب على السؤال الاول هو بالايجاب، فأنا لا استطيع ألا اسأل ثانية: اذا لماذا أنتم تعارضون طوال الوقت كل اشارة للقومية اليهودية، وحتى لرفع علم القومية في يوم الاستقلال؟ لدي في البناية، لشديد خجلي، بعض الساكنين الذين رفضوا وضع الإعلام على شرفات منازلهم بحجة أنها تجلب ريحا تقلق راحتهم. هذا حقيقي وليس اختلاقا إعلاميا.

معاريف

 

حرره: 
م.م