بوادر ربيع إسرائيلي

بوادر ربيع إسرائيلي

294 صفحة من تقرير مشفوع بالقرائن والبينات. حول مشكلة السكن عن مسؤولية الحكومة في العقد الاخير عن تفاقم المشكلة وعن الاحتجاج الاجتماعي، وايضا حول العقبات والانجازات غير الكافية في اعقاب الاحتجاج من قبل وزارات الحكومة والسياسيين الذين يجلسون فيها التي يتوجب أن تكون المركز العصبي والقلب النابض للمجتمع الاسرائيلي.

قرأت التقرير وبعد ذلك بدأت بقراءة ردود واستنتاجات الاحزاب المختلفة. حزب الليكود أصدر ردا مقتضبا، يوجد مستقبل يواصل تمسكه بضريبة قيمة مضافة صفر وبالقاء المسؤولية على الآخرين، الاحزاب التي ما زالت في المعارضة تقوم بما قامت به طوال الولايات السابقة ـ تتحدث عما سيفعلونه بطريقة مختلفة.

لكن هذا التقرير ليس وسيلة لمناكفة السياسيين، هو وثيقة حول تهديد وجودي حقيقي. خطر على البقاء الاقتصادي، حول انهيار عائلات الطبقة الوسطى. هناك خوف من دوام وضع تكون فيه الطبقات الضعيفة تناضل من اجل البقاء في ذلك اليوم، ولا نريد الحديث عن انهاء الشهر. الجيل الشاب الذي ليس له احتمال أن يمتلك شقة فقط، بل أن يبني حياته بدون مساعدة من البيت أو أن يغرق في الديون.

في هذه الدولة هناك اشخاص يعملون لهم تقليصات وهناك من يتلقون تخفيضات في البناء. هناك من يعتقدون أن الوضع الاقتصادي هنا ممتاز ولا توجد لديهم مشكلة في السكن. ليس عليهم القلق من أي حساب أو المطالبة بدفع ما عليهم.

لا يعنيني ما يوجد لدى السياسيين لقوله في هذه المرحلة حول هذا الموضوع، فكلهم يعرفون الكلام ويعرفون كيف يلقون المسؤولية عن أنفسهم وينشغلون في الاتهامات. كلهم يتحدثون وكأنهم قاموا بتشخيص المشكلة، وكأنهم يعرفون أفضل من غيرهم. لكن الحقيقة هي أن الواقع يعبر عن نفسه بصورة أكثر دقة. ربما يجدر بالسياسيين بدلا من الحديث بدون توقف أن يصغوا. أن يصغوا وبعد ذلك يعطوا تعهدا بسيطا بألا يهدأوا، وأنهم سيقلبون كل طاولة، وأنهم سيدرسون الموضوع بعمق ويعملون معا ـ معا، معا ـ من اجل أن يتحرك شيء ما، هنا من اجل المواطنين. المواطنون الذين هم الدولة، الذين يدفعون رواتبهم.

هذه الانتخابات لا تعرض روح جديدة أو اهتمام صادق لمن يسكن هنا. من يختار الدخول إلى السياسة يحصل على الفترة المخصصة له في التلفاز، والراتب، والاحترام ومركز التأثير من اجل أن يعمل. هذه الروح تظهر بأنه لا يتم عمل ما يكفي، وبأن هناك اهمالا حتى في هذا الموضوع الذي هو أساسي وحاسم لنا جميعا.

مكاتب العلاقات العامة تعمل ساعات اضافية لصالح المرشحين، تُعدهم للنقاش في البث المباشر، تعلمهم كيف يتحدثون ويتمسكون برسائلهم الموجهة للجمهور. ليس عبثا أن نتنياهو تقريبا لا يتكلم. ماذا سيقول؟ الحديث يجري عمن عمل كل ما كان في وسعه أن يعمله لتقليل الاحتجاج الاجتماعي، عمن هو غير مستعد لتحمل المسؤولية والاعتراف بأنه لم يفعل ما يكفي. عمن لا يتكلم بشكل مباشر إلى الجمهور، عمن منذ فترة طويلة لا يتجول ومعه محفظة نقود وهو مشغول تماما بالخطاب في الكونغرس الامريكي في الاسبوع القادم. هذا سيمر، يقولون له هذا بيقين. سيُخرجون غضبهم، وعندها سنعود للحديث عن إيران. لا أعرف كم من الوقت يريد أن يبقى نتنياهو في السياسة، لكن هناك احتمال أن يكون إرثه هو اسرائيل التي يعاني سكانها من مشكلة السكن والمليئة بمدن الصفيح. العنوان كان على الحائط، والآن هو مكتوب بالتفصيل في تقرير المراقب.

ليكن واضحا: اذا لم يكن هناك حل ولم تبدأ الاسعار بالانخفاض والتخفيف من ارتفاع مستوى المعيشة، فسيكون هناك خروج ثانٍ إلى الشوارع ـ هذه المرة سيكون بشكل مختلف تماما عما كان عليه في 2011.

معاريف

دفني ليف