نتنياهو يصرخ: «الذئب… الذئب»

نتنياهو

يحذر بيبي من خطر البرنامج النووي الإيراني ويبدو أن الملالي قد حققوا ما أرادوا
بوعز بسموت

 

يبدو أن بنيامين نتنياهو ليس عبثا يصرخ منذ سنوات «الذئب، الذئب». الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى بات أقرب من أي وقت مضى. حسب التقارير أمس من جنيف في نهاية لقاء كيري ـ ظريف يبدو أن الامريكيين أبدوا مرونة كبيرة تجاه الإيرانيين الذين سيحتفظون بـ 6500 جهاز طرد مركزي لديهم. كان هناك من قال بأنه في عهد اوباما من المفضل أن تكون عدوا لامريكا، ويبدو أنه مفضل أكثر أن تكون عدوا لآيات الله. نحن يخزنا ضميرنا على ما ارتكبناه من خطأ. لقد اخطأنا، هذا لن يكون اتفاقا سيئا، بل سيكون اتفاقا سيئا جدا.

لماذا قارئو «اسرائيل اليوم» ليسوا متفاجئين؟ لأننا ربما كنا وسيلة الإعلام الاسرائيلية الوحيدة التي قالت طوال الوقت الحقيقة في الوقت الذي فضل فيه الآخرون تحويل إيران إلى موضوع سياسي ورئيس الولايات المتحدة كشخص يمكن الاعتماد عليه. لقد قالوا إن نتنياهو شخص لجوج يفسد الحفلة الإيرانية التي يخرجها اوباما. قالوا عنا بأننا نبالغ في العناوين الرئيسة حول إيران، وأننا مجرد مُ خ وِ ف ي ن. ما العمل اذا كانت الوقائع تثبت أنه يتبدى أمامنا اتفاقا أكثر إيرانية من إيران.

ادارة اوباما ترى شرق اوسطنا الذي تسوده الفوضى بطريقة مختلفة عن القدس: بدلا من أن يرى رئيس حكومة اسرائيل أشرارا (إيران)، الادارة الامريكية ترى جيدين بالقوة. في القدس إيران هي المجرم، في واشنطن إيران هي قائد الشرطة الجديد للشرق الاوسط الذي سيقوم بفرض النظام (مثل اليمن؟)، اوباما سيطلب من القط (الفارسي) أن يحرس لنا الجبن. إيران؟ بلاد رائعة.

هناك العديد من الاسئلة ما زالت بلا اجابة: ما هو مصير المفاعل في أراك (مياه ثقيلة)، وماذا عن المنشأة النووية في فوردو؟ هل وكالة الطاقة النووية الدولية ستزيد من عدد مراقبيها على ضوء عدد اجهزة الطرد المركزي التي ستبقى لدى إيران؟ علينا الافتراض أن الولايات المتحدة ايضا هنا أظهرت مرونة لأن واشنطن ترغب في الاتفاق ليس أقل من طهران. اوباما يريد ترك ميراث، إيران تريد أن تكون دولة حافة، كل طرف من الطرفين سيحصل على ما يريد بتوقيت مختلف.

لقد صدق هنري كيسنجر عندما قال إن ما بدأ بمحاولة تفكيك النواة الإيرانية سينتهي بالتسليم بذلك البرنامج. على مدى التاريخ كان للفارسيين صبر. والصبر اكتمل: في 2009 جاء اوباما الذي جدد المفاوضات النووية (التي بدأت في 2003 وتعثرت). وبماذا يذكرنا الجهد الدبلوماسي لوقف النووي. يذكرنا بمثل فارسي قديم يقول «جاء يكحلها فقلع عينها».

اسرائيل اليوم

حرره: 
س.ع