حان الوقت لكشف الأوراق

صورة توضيحية

بقلم درور إيدار
 

يبدو أننا جُننا أخيرا. وسائل الاعلام مليئة إلى حد الانفجار بأصوات بقبقة المقدمين والمذيعين المنشغلين في مسألة اعادة استخدام القناني الفارغة وكأننا لا نعرف أن الحديث يدور عن تسييس مقنع. القناني لا تعني أحدا، الحديث هو عن حملة اعلامية سلبية منذ سنوات ضد رئيس المعسكر القومي. من أجل المقارنة أنظروا إلى العلاقة الاستخفافية لاغلبية وسائل الاعلام تجاه الكشف عن روابط اليسار.

النقطة الهامة ليست التمويل الاجنبي الذي تتلقاه هذه الروابط. لقد اعتدنا على ذلك: الحقيقة هي أن الحديث يدور عن روابط يسارية ويسارية متطرفة، وليس عن جمعيات خيرية اجتماعية ساذجة تريد فقط مساعدة الاولاد في اسرائيل وتغيير الحكم. هذا يسمى اظهار النوايا الحسنة أو على الأقل تصريح علني عن موقف سياسي واضح ضد اليمين وضد نتنياهو. هل كان صدفة ظهور صورة يوئيل حسون (المحفوظ له مكان خاص من لفني) على صفحة المنظمة اليسارية «صوت واحد» التي تمول V 15، كعضو للجنة الادارية؟ هذا الموضوع حيوي للنقاش السياسي: لا تتحدثوا باسم الأمم المتحدة. يوجد لكم جدول اعمال سياسي وايديولوجي يساري واضح. هذا مقبول. فقط لا تختبئوا خلف قناع باهت من الغيرية الاجتماعية. عندها يمكن النقاش.

هرتسوغ يتحدث عن قضية القناني ويريد تجاهل قضية الفساد لبنيامين اليعيزر مرشحه للرئاسة. فؤاد اليعيزر متهم الآن بالرشوة. هل يعرف هرتسوغ ذلك؟ تسيبي لفني مهتمة بقناني الكحول في منزل رئيس الحكومة، وتأمل أن ننسى اقوال قالها المسؤول المالي في حزب كديما، اسحق حداد، في الوقت الذي كانت فيه على رأس الحزب. وحسب هذه الاقوال فان كديما طلب جمع مواد ضد نتنياهو «بهدف كشف تحرشات بالنساء… الهدف اصدار ملصق في اطار الحملة السلبية التي أُديرت ضد نتنياهو، بيبي خائن». كان هنا ملصق سابق، «بيبي، أنا لا أصدقك»، هذه كانت الفكرة. أذكر أن قيادة الحملة لم تجد الكثير من الامور. قيادة الحملة أرادت أن تصدر نسخة من «يديعوت احرونوت» تماثل ما ستكون عليه النسخة في اليوم التالي لانتخاب نتنياهو. تراكضوا لجمع المواد، عندها دخل الطاقم الاستراتيجي تحت ضغط، وطلب مني شحوري (مدير عام الحزب) أن أقابل نفس مكتب التحقيق لتوقيع عقد معه. إقرأوا ثانية: هذا يعادل مليار القناني.

جزء من وسائل الاعلام يتجاهل مسألة الروابط، نظرا لأن الصحف ايضا ترفض الاعتراف بأنها طرف في الحوار السياسي. عندما يقوم رفيف دروكر بدعوة اصدقائه وبدعوة لفني وهرتسوغ أن يركزوا جهودهم على سارة نتنياهو وإلا لن ينجحوا في الانتخابات. ما هذا. هل صدفة أنه بعد دعوته بدأت موجة من النشرات ضد زوجة رئيس الحكومة. وماذا عن مصداقية تحقيقات دروكر؟ كيف يمكن استيعاب صحافي مثل دان شيلون، الذي يتنافس مع يغئال سيرنا على شتم رئيس الحكومة؟ يمكن أن نُقدر أي فضيحة منافقة كانت ستحدث لو تصرف كذلك صحافي من اليمين. في مقابلة مع «صوت الجيش» هاجم ينون مغيل بشدة رينو تسرور، الذي هو سياسي في رداء مذيع، وأثار عليه غضب تسرور. قبل نحو شهرين قام تسرور باجراء مقابلة مع امنون ابراموفيتش الذي طلب «عمل ترتيب» في مفاهيم الانتخابات، أي لهندسة أدمغتنا. حسب مقاربته، فان لفني وهرتسوغ هما «وسط» (ميراف ميخائيلي، ستاف شبير، يوسي يونا، زهير بهلول – وسط؟)، الليكود هو يمين وبينيت «يمين متطرف». لقد كتبت عن الهندسة الغبية هذه، التي في اطارها رجال الطرف الاقصى مثل ابراموفيتش يعتبرون اغلبية الجمهور وكأنه موجود خارج الوسط المزعوم. لقد اتصلت وطلبت الرد. ما هذا؟ لقد كتبت لتسرور، الذي رد بتهذيب أنه سيسعد من اجراء مقابلة معي في الاسبوع القادم ببث حي. لم يحدث هذا، ولن يحدث في الاسابيع القادمة وما زلت أنتظر.

لكن الجميع مشغولون بالقناني وبالكحول وبغضب سارة نتنياهو. ما زلت أنتظر شخص يظهر في التلفاز ويقول إنكم توتروننا. دانا فايس كادت تلتهم نير حيفتس بسبب هذه المسألة. يا ليتنا رأينا ربع هذا الغضب المتكدس في حين اتفاقات اوسلو أو خراب غوش قطيف. لكن في حينه كانت الكنيست هي عصابة عرفات، وتخريب المستوطنات اليهودية خدم اجندة الصحافيين السياسية. ما هي ارض اسرائيل أمام ضجة القناني الخطيرة.

اسرائيل اليوم 

حرره: 
س.ع