بالصور..في غزة: لديه 320 حفيداً ويتناول نصف أرنب يوميًا !

سعيد قديح
(خاص) زمن برس، فلسطين: جرتْ العادةُ أن يودّعَ الأبناءُ آباءهم، يسلمونهم الرايةَ ويمضون، لكن رجب التوام بسنواته الـ ( 127 ) لا يزال حيّا يتنفسْ تحفظهُ عنايةُ الله، يعيشُ ما تبقى له من عمرٍ بين أبنائه وأحفاده، الصغار والكبار منهم.
فلا يمضي يومٌ إلا وتجدهم يتجمعون حوله يستمعون لقصصٍ يرويها الشيخ الكبير، عن وقائعٍ وأحداث وأمورٍ طريفةٍ حدثت ابان طفولته أو شبابه، فهو الذي عايش حقبة العثمانيين في فلسطين، وفترة الانتداب البريطاني، والنكبة والنكسة، ووقائع كثيرة أخرى.
زارته زمن برس في بيته شمال مدينة غزة، بدا عليه أنه لا يتذكر تاريخ ميلاده بالضبط، ساعدنا أحدُ أحفاده ( 22 عامًا ) في استخراج شهادة ميلاده، ليتبين لنا أنه ولد بالضبط عام 1889م في قطاع غزة، وفي شبابه عمل في حيفا، وكانت علاقات كبيرة وطيبة تربطه بعائلات مسيحية عريقة أثناء عمله في المدينة، تنقل للبنان وعمل حارسًا مع الأتراك فيها في الثلاثينيات حسب قوله، يلخص كل هذا بلهجة غزة قائلًا:" جريت ومشيت كثير في الدنيا، عملت في حيفا ويافا واللد والرملة، ورحت لبنان ومصر وبلاد كثير، وبعرف كل صغيرة وكبيرة في هالبلاد يا ابني".
لديه أكثر من « 320 » حفيدًا يعيشون حوله، منهم مَن تفتحت عيناه على هذه الحياة قبل أيام، ومنهم مَن ينتظر بفارغ الصبر حفل تخرجه في الجامعة، أو زفافه حتى يتسنى للحاج حضوره، فُجل تمنياته أن يشاركهم أفراحهم قبل أن يفارقهم، جدير بالذكر أنه تزوّج لمرتين. استوطنت الجدار حوله صورةٌ تجمعه بزوجته وهو يشاركها العمل في بيارةٍ له في غزة.
وعن سر الصحة والعافية كشف قائلًا لزمن برس:" اعتدتُ منذ فترة طويلة مع بداية كل يوم على شرب نصف كوب من زيت الزيتون قبل تناول أي طعام آخر، وهكذا أمضيتُ سنوات عمري وكان غذائي ولا يزال من لحم الأرانب". فسّر ذلك لخلو لحم الارانب من الدهون.
كما ينصح بالمداومة على تناول الفواكه، لما لها من فوائدٍ عظيمةٍ تتلخصُ في تنشيط خلايا الجسم وتحفّزُهُ على النشاط بشكل مستمر وفق قوله، ومن جملة نصائحه للشباب قال ان:" الحياة لا تتطلب عنادًا مع الآخرين على أتفه الأمور؛ كن طيّب القلب، ودافع عن حقك بحكمة، وعش كل يومٍ في حياتك كأنه الأخير، وتمنى لأخيك كل خير مهما تصرّف".
يحدثنا محمد ( 53 عامًا ) أحد أبناء الحاج؛ قائلًا:" رسم أبونا لنا قواعد وأسس للسير في هذه الحياة، علمنا أن المحبة هي مفتاح القبول لدى الناس لك، وعدم بغض أحد، وحب الخير للكل". وتابع:" نعتني بالحاج ونسأل عنه باستمرار، ما يحتاجه وما ينقصه، لا نفارقه أبدًا".
وتابع:" لما حدا في العيلة بدو يتزوج ما بنساه الحج أبدا، بدعمه وبسنده لحتى يقوم على رجليه، ما بقصّر معنى أبدًا، ربنا يريح باله ويبارك لإلنا فيه".
وعن سؤالنا عما اذا كان يعرفُ جميع أحفاده بالاسم لم ينكر الحاج أنه يتوه في كثير من الأحيان في التمييز بينهم، لكنه فخورٌ جدًا بهم لاسيما أن بعضهم يعملون في مهنٍ كالطب والتدريس والهندسة.