لهذه الأسباب سيرد حزب الله على "ضربة القنيطرة"

زمن برس، فلسطين: بات الحديث عن طبيعة رد حزب الله على الغارة الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد 6 من قيادييه في القنيطرة السورية، الشغل الشاغل للمحللين السياسيين والعسكريين.
ولا شك بأن الضربة الإسرائيلية سيكون لها الأثر الكبير في الصراع المفتوح بين الطرفين على شتى المجالات.
فعلتها إسرائيل واطلقت صاروخين على الموكب "الرفيع" في مزرعة الأمل في القنيطرة السورية، في توقيت ليس ببعيد من كلام السيد حسن نصرالله الاخير الذي اكدّ فيه ان الجليل قريبٌ من المقاومة، وان اسرائيل تتعاون علناً مع جبهة "النصرة".
وأضاف الموقع بأن ردّ "حزب الله" بات بمثابة المؤكد، ولو ان صورة هذا الردّ لا تزال حتى الساعة ضبابية.
وأضاف:" حسم نظرية الردّ لا تنطلق من عبث. فبالاضافة الى الحرب المفتوحة بين الطرفين، ثمة ما يحتّم على حزب الله "واجب الثأر" وانتزاع النصر".
وبرأي الكاتب والمحلل السياسي اللبناني ومدير عام اذاعة صوت لبنان سام منسى "لا يمكن الحزب تجاهل هذه الحادثة الاستخباراتية بامتياز كونه سيثبت بذلك، لكل المعنيين في الداخل والاقليم، انه تخلّى تماماً عن مبدأ "مقاومة اسرائيل"، وأنه بات يطبّق الشعار القديم الجديد الذي تتخذه سوريا في قضية الجولان والذي يكتفي بالتهديد بالردّ في المكان والزمان المناسبين".
وتابع الموقع:" ردّ "حزب الله" هو ضرروة طبيعية لتفادي الوقوع في مأزق من ينتزع جلده بيده. اضف الى ذلك حجم الخسائر التي خلفتها هذه الضربة بالنسبة الى الحزب، ولا سيّما انها لم تكن وليدة صدفة او "ضربة حظ" او داخل اطار مواجهة عسكرية، بل وكما يبدو، فإنها نتيجة عمل استخباراتي امني".
غير ان كلّ ردّ من قبل "حزب الله"، اياً يكن اطاره الجغرافي والزمني، سوف يستدعي تداعيات حتمية اخرى قد لا يروق بعضها للمقاومة التي تتحاشى على ما يبدو فتح جبهات أخرى تعرقل حركتها. برأي منسى، "فإن اسرائيل ستردّ بدورها على اي خطوة يقوم بها الحزب ما قد يؤثر على دوره في سوريا والذي بات اساسياً بالنسبة الى الحفاظ على النظام السوري، كما ان النظام وعلى عكس ما يتداول في الاوساط السياسة والاعلامية، ليس على افضل ما يرام راهناً".
ومع هذا، لا يمكن وفق المعطيات الحالية، التكهن بماهية الردّ الاسرائيلي المضاد وحجمه، ذلك ان اهداف الضربة والرسائل التي تحملها ليست واضحة. وفي الاطار يقول منسى:" ثمة من يرصد علاقة ما بالاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الاميركية وايران والضربة الاسرائيلية، اذ تحاول اسرائيل افهام المعنيين انها لن تكون راضية عن نتائج هذا الاتفاق في حال ابقى على دور "حزب الله" ووجوده، وان تنبه الادارة الاميركية التي تستميت في الدفاع عن الصفقة النووية مع الايرانيين ان اداء هؤلاء في المنطقة ملتبس وخطير".
ووفق منسى، قد تكون الضربة الاسرائيلية كناية عن رسالة الى "حزب الله" والسوريين بعدم الاقتراب من منطقة الجولان، محاولة بذلك اعادة خلق موازين قوى من جديد. لكنه يستبعد هذا الاحتمال نظراً الى حجم الضربة التي اطاحت برموز اساسية في المقاومة.
وعليه، فإن كل الاحتمالات واردة ومفتوحة، ومنها ايضاً اكتفاء اسرائيل بردّ صغير، لا سيّما اذا كان من مصلحتها ابقاء النظام السوريّ قائماً، يقول منسى.
من المؤكد ان ما بعد القنيطرة ليس كما قبلها. يرجح منسى ان يختار "حزب الله" ضرب اسرائيل من خلال عملية في الخارج، على ان يقتصر ردّ اسرائيل بقصف بعض المواقع التابعة له.
ومع هذا، يبقى احتمال ضربة اقسى قائماً، ولا سيّما اذا ما اعتبرت اسرائيل ان اي اعتداء على مصالحها في الخارج هو في مستوى فتح جبهة على الحدود.




