إذا استمر بينيت ومؤيدوه على هذه الحال فستجد إسرائيل نفسها مُعرضة للمقاطعة

بينت

أرض عسل وشرائح
بقلم تسفي برئيل

لا يستطيع العالم العيش بدون اسرائيل. فاذا توقفتَ عن استخدام المنتجات الاسرائيلية فلن تقوم في الصباح لأن الشريحة في الهاتف المحمول لن تعمل. لن تصل إلى العمل لأنه لن يكون لديك «ويز»، وقد تصاب بنوبة قلبية لأن الجهاز الاسرائيلي الصنع المزروع في قلبك لن يعمل. الخضروات التي تأكلها ستكون سيئة، لأنه لن يكون لديك اجهزة ري بالتنقيط، وحساب البنك سيتم اختراقه من قبل القراصنة.

ستكون هذه الامور حسب اقوال بينيت الضربات العشر التي ستوقعها اسرائيل على العالم، اذا تجرأ على مقاطعتها. وقد قال هذه الامور في الاسبوع الماضي في منتدى سبان، ردا على سؤال حاييم سبان اذا كان مستعدا بأن تقوم اوروبا بقطع العلاقات مع اسرائيل ردا على خطته بضم 60 بالمئة من مناطق الضفة. بينيت جاهز وجاهز جدا. واوروبا الخائفة يجب أن تأمل أن لا يطبق الوزير تهديده الذي سيشل العالم.

حلقت في البداية «إل عال» من كلمات بينيت. ولكن اذا فكرنا قليلا فسنفهم أن اسرائيل حسب بينيت ليست أكثر من مشغل مطور لمنتوجات استهلاكية. ليست ثقافتها ولا نصف ديمقراطيتها، بل وليس كونها ملجأ لليهود، تعتبر اسباب وجودها وأساس احتساب قيمتها في السوق العالمية. الشريحة هي التي تقرر الدولة اليهودية. وحسب رؤية بينيت فلا يوجد لاسرائيل أية افضلية عن أي مبرمج هندي أو صيني يستطيعان تقليد المنتوج الاسرائيلي أو اختراع شيء خاص بهما لا سمح الله. من هنا ليس فقط اسباب وجود اسرائيل تحت اختبار السوق وانما ايضا مدة حياة الدولة متعلقة بسرعة منافسيها.

ورغم الخوف الذي كان من المفترض أن يدخل قلوب مواطني اوروبا والولايات المتحدة، فان موجة مقاطعة اسرائيل مستمرة، وقد انضم هذا الاسبوع الطاقم الاكاديمي في جامعة باركلي، والجمعية الانثروبولوجية الامريكية تدرس هي ايضا فرض المقاطعة، الاتحاد الامريكي لدراسات الشرق الاوسط سمح لاعضائه بوقف التعاون مع اسرائيل، البنك الدانماركي الكبير وضع بنك هبوعليم على قائمة الشركات المقاطعة من قبله، حكومة المانيا تشترط تقديم المساعدة لشركات الهاي تيك بأن لا يتم الاستثمار وراء الخط الاخضر، شبكات الغذاء في اوروبا لا تشتري الخضروات التي تنتج في غور الاردن، صندوق التقاعد النرويجي قرر بيع الاسهم في «البيت معرخوت»، وهذه قائمة جزئية فقط.

هذه المقاطعات لا نشعر بها في كل بيت في اسرائيل. وما زالت بعيدة جدا عن العقوبات التي فرضت على العراق في عهد صدام حسين، أو ايران، ولكن الصورة التي تخلقها تؤثر على كل مواطن، سياح اسرائيليون لا يرون في الآونة الاخيرة نظرات التأييد لأنهم جاءوا من بلاد عسل الشرائح.

الامر المشجع هو أن اسرائيل بدأت بالرد على موجة المقاطعات مثل صدام حسين أو علي خامنئي. صدام كان متأكدا أن العالم على خطأ، وخامنئي مصمم على ابراز القدرات التكنولوجية الايرانية كدليل على تفوقها. والآن بينيت ايضا يضم اسرائيل إلى هذه الدول. واذا استطاع العراق أن يصمد 12 عاما تحت العقوبات، واذا لم تنهار ايران بعد 35 عاما من العقوبات، فان اسرائيل تستطيع هي ايضا الصمود اذا اضطرت إلى بلع كل شرائحها بنفسها.

بينيت ليس انسانا هامشيا، إنه رسول أكثر من 350 ألف ممن لهم حق الاقتراع، وعشرات الآلاف ممن لم يكن لهم هذا الحق في الانتخابات السابقة. يمكن أن يكون شخصية رفيعة في الحكومة القادمة هذا اذا لم يكن رئيسا للحكومة. من الافضل أن يبدأ مواطنو اسرائيل بالاهتمام بأصدقائهم الايرانيين والعراقيين حول كيفية بقاء نظام متأكد من أن الشمس تشرق على دولته من مؤخرته.

هآرتس 

حرره: 
س.ع