ست خطوات اسرائيلية لمنع الانتفاضة الثالثة

الانتفاضة الثالثة

غيورا آيلند

يطرح التصاعد في أعمال الارهاب الاسبوع الماضي بكل حدتها مسألة كيف يمكن منع الانتفاضة الثالثة. فالى جانب الشروحات المنمقة، والصحيحة في معظمها – والتي تقول «هم المذنبون»، أي داعش، أبو مازن، حماس، الحركة الاسلامية ومن لا، من الصحيح التركيز على مسألة ما يمكننا نحن أن نفعله. وهذا تحد غير بسيط، ولا سيما عندما يكون توتر واضح بين الضغط لاعادة الأمن بشكل فوري وبين الحاجة الى فحص الامور بشكل متوازن.

يجدر بالذكر أنه في زمن الانتفاضة الثانية، استغرق جهاز الأمن سنة ونصف الى أن وجدت الصيغة الصحيحة، مزيج من بناء الجدار وحملة «السور الواقي». إذن ما هو صحيح عمله اليوم؟ الامر الاول هو غمر الميدان بقوات الجيش والشرطة، ولكن في هذه المرحلة سيكون دور القوات حماية اليهود واعطاء احساس بالأمن.

ولن يكون صحيحا ارسالهم الى قلب منطقة معادية، سواء كان هذا في يهودا والسامرة، القدس الشرقية ام حتى في قلب القرى العربية. فمثل هذا التواجد يخلق احتكاكا وتعقيدات زائدة، ويحقق نتيجة معاكسة. وبالمقابل، فان نشاطا مبادرا أكثر وهجوميا أكثر يستدعي جمعا للمعلومات، تخطيطا وتركيزا للجهد، وهذا يحتاج الى أيام، وربما أسابيع، قبل أن يكون ممكنا تفعيل هذه المرحلة بنجاعة. وعليه، فرغم الضغط، ينبغي العمل بصبر.

ثانيا، يجب الوقف التام لدخول الفلسطينيين للعمل في اسرائيل واجراء فحص جذري لثلاثة أمور: لمن منح تصريح دخول، الثغرات في الجدار – والتي كثرت منذ 2004 – وكل الترتيبات مع ارباب العمل والمسفرين الاسرائيليين.

الخطوة الثالثة، هي منع وضع نعود فيه الى تبادل الضربات مع غزة. فقد خلقت الجرف الصامد ردعا، ولكنه وحده لا يكفي. فسكان غزة ينتظرون المرحلة الثانية – بداية اعمار القطاع. المحادثات في هذا الموضوع، والتي كان يفترض بها أن تبدأ قبل شهرين، لا تحصل. لدينا مصلحة في اقناع المصريين وجهات اخرى لتحريك هذه المحادثات في اقرب وقت ممكن والا فان انجازات الجرف الصامد هي الأخرى ستضيع هباء.

الامر الرابع الذي يجب عمله هو التأكد من أن الشرطة تنفذ تحقيقات سريعة، وبجذرية، وفي ظل الجاهزية لعرضها على الجمهور بشفافية. اذا ما ارتكبت اخطاء، فيجب الاعتراف بذلك. ولكن بالتوازي اعطاء اسناد كامل لمن يعرض حياته للخطر في عمل صعب. ولا يوجد تناقض بين الامرين، بل العكس.

الأمر الخامس، الى جانب ذلك، هو الحاجة للحديث بشكل مختلف. يحتمل أن يكون ممكنا وضع اكثر هدوءاً لو أن رئيس الوزراء كان يقول الامور الصحيحة في الزمن الصحيح وبالشكل الصحيح- مثلا بعد مقتل الفتى الفلسطيني من شعفاط كان ينبغي لنتنياهو أن يتنازل الموضوع علنا، مثلما فعل بعد مقتل الفتيان الثلاثة. كما ان الاضطرابات في الحرم وأعمال القتل جاءت في اعقاب شائعة تقول ان اسرائيل تعتزم تغيير الوضع الراهن في الحرم، بل وربما اقصاء المسلمين عنه، رغم أنه لا يوجد نية كهذه – فلماذا بالتالي لم يقل رئيس الوزراء ذلك الا قبل اسبوع فقط، بنصف فم، وفقط بعد ضغط من الاردن؟ واضح أنه لو كان صدر قبل شهر بيان رسمي وواضح يتعهد بعدم تغيير، لتبدد بعض من التوتر. في الواقع الذي دخلنا اليه، نجدنا ملزمين بان نطلق ايضا رسائل اخرى – وليس فقط أن نغضب ونهدد الجميع.

أمر سادس يجب عمله، بالتوازي مع الانشغال في الامور العاجلة، هو اعادة تقويم الموقف من القدس. هناك عشرات الاقوال القديمة التي لا تتناسب والواقع المتغير، مثل كون احياء كمخيم شعفاط للاجئين جزء من المدينة. وماذا بالنسبة للمسيرة السياسية؟ للأسف ليس لها اليوم منفعة حقيقية، ومن المجدي الا نبني عليها الحل للوضع الأمني.

يديعوت