"المهاجم المنفرد" بعيون إسرائيلية

المهاجم المنفرد

محمد مرار 

(خاص) زمن برس، فلسطين: نحجت الهجمات الأخيرة التي نفذها أشخاص منفردون، بتبديد الشعور بالأمن الذي تمتع به الاسرائيليون خلال السنوات الأخيرة، ولذلك سارعت الحكومة الاسرائيلية إلى إصدار تعليمات بتعزيز تواجد الشرطة والجيش في الأماكن العامة في إسرائيل وبجوار المستوطنات وكثفت من الاعتقلات في صفوف حركتي حماس والجهاد الاسلامي بالقدس وبالضفة الغربية بشكل عام.

وحاول الكثير من المحللين المتخصصين بالشؤون الفلسطينية والاستخبارية والعسكرية في إسرائيل ومعظهم ضباط سابقون، تفسير ظاهرة تنامي ما يصفونه بـ" الذئب المنفرد أو المهاجم المنفرد"، في إطار السعي لوضع حد لظاهرة الهجمات التي ينفذها شبان فلسطينيون على عاتقهم وبدون الحصول على تعلميات أو مساعدة من أحد.

المحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية أرجع نمو ظاهرة المهاجم المنفرد إلى ما اعتبره تنامي دور المركب الديني في الصراع في ظل الأحداث التي تتمحور حول الأقصى بالإضافة للـ "التحريض الذي تمارسه حركة حماس والجهاد الاسلامي لا سيما وأن اغلبية منفذي الهجمات المنفردة إما اعضاء أو انصار لتلك  المنظمات".

ورأى الدكتور رونين برغمان الباحث المتخصص بالشؤون الاستخبارية، أن" إسرائيل نحجت باستخدام سياسية الاغتيال لكوادر الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية بوقف "موجة الهجمات الانتحارية" خلال الانتفاضة  بعد أن تم تدمير البنى التحتية للأجنحة العسكرية باغتيال واعتقال مخططي الهجمات التفجيرية وصانعي القنابل، وبعد ذلك بتعزيز التعاون الأمني من الأجهزة الامنية الفلسطنيية في مرحلة ما بعد وفاة عرفات وسطوع نجم سلام فياض".

ويستدرك برغمان الذي تحدث صباح اليوم للقناة العاشرة من التلفزيون الاسرائيلي بالقول "تمكن جيش الدفاع والمخابرات "الشاباك" من القضاء على كوادر الاجنحة العسكرية الذين كانون يعدون القنابل ويرسلون المنتحرين ويخططون للهجمات ولكن فشلت إسرائيل بالقضاء على الأسباب التي تدفع شباناً باتخاذ قرار بتنفيذ هجوم ليس تحت ضغط أزمة مالية أو هرباً من ضائقة شخصية وإنما لأسباب تتعلق بالشعور بأن وجود الفلسطينيين كشعب مهدد، لا سيما أن منفذي الهجمات الأخيرة في معظمهم من ميسوري الحال".

وبحسب كارميلا منشه مراسلة الشؤون العسكرية بإذاعة جيش الاحتلال فإن الهجومين الذين وقعا بالأمس، الهجوم في محطة الحافلات في تل أبيب  والهجوم في عصيون، رغم أن منفذهيما نفذا وخططا الهجمات بشكل منفر، إلا المشترك بين الهجومين هو أن المنفذين من مناطق بالضفة الغربية خاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية وهذا ما يضاعف المخاوف من احتمال فقدان السلطة السيطرة على مناطقها. 

الاحتلال غير قادر على إحباط الهجمات المنفردة على نطاق واسع، ويعتبر عمير بخبوط المحلل العسكري لموقع "وللا" الاخباري  العبري" أن الهجمات المنفردة هي البطن الرخو لجهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" فالمهاجم المنفرد قادر على التملص من الحواجز في الضفة الغربية، وهو لا يملك سلاحا نارياً بالإمكان اكتشافه وبالتالي اعتقاله صعب،  والأهداف التي يهاجمها ليست أهدافاً دائمة بالإمكان توقعها. والمشترك الوحيد في الهجمات المنفردة هو فكرة الهجوم واتخاذ القرار من قبل شخص في لحظة ما.

غالبية المحللين العسكريين الإسرائيليين، الذي تطرقوا لظاهرة الهجمات المنفردة الأخيرة التي افقدت الإسرائيليين الشعور بالأمن  الشخصي خلال الأيام الأخيرة اعتبروا أن هذا النوع من الهجمات ناجم عن الأجواء المتوترة وشعور الفلسطينين أن هناك  تهديداَ محدقاً بمقدساتهم "المسجد الاقصى".

وبخلاف الهجمات التي تؤدي لسقوط قتلى إسرائيلييين فإن الهجمات الأخيرة لم يتم الحديث عن إخفاق الأجهزة الامنية الإسرائيلية او الجيش بمنعها ، وأشار غالبية الخبراء الى أن الاجراءت التي قررت الحكومة الاسرائيلية اتخاذها والمتعلقة بتعزيز تواجد الجيش الشرطة في الأماكن المزدحمة وبالقرب من المستوطنات ليست كافية، وإنما يجب العمل على إزالة الدوافع التي تجعل من شبان متزوجون اتخاذ قرار بتنفيذ هجمات.

حرره: 
م.م