تزداد مع مرور الوقت قناعات اليهود بأنهم شعب الله المختار وأن المخلص سيأتي

صورة توضيحية

سنبني الهيكل إذن
بقلم روغل ألفر

قال البابا إن نظريات تطور الاجناس والانفجار الكوني الكبير هي صحيحة ولا تناقض القناعة التي تقول إن الله موجود وإنه خلق العالم والانسان. البابا مخطيء، فالخلق لا يتماشى مع نظريات التطور والانفجار الكوني.

ومع ذلك ليس بالأمر الهام أن يعترف البابا بصحة نظريات التطور والانفجار الكوني، ويعلن أن الله ليس «ساحر مع عصا سحرية». يمكن الاعتقاد أن معظم مواطني اسرائيل اليهود لن يتفقوا معه. المعطيات الجديدة مرعبة. وحسب ما نشر المعهد الاسرائيلي للديمقراطية فانه حتى 2009 فان 80 بالمئة من اليهود في اسرائيل يؤمنون أن الله موجود، وأنه يُثيب على الاعمال الجيدة، ويوجه العالم، ويعاقب على الاعمال السيئة ويساعد المصلين. ليس ساحرا؟ لا يوجد عصا سحرية؟ بالنسبة لـ 65 بالمئة من مواطني اسرائيل اليهود فان الشعب اليهودي هو الشعب المختار، والتوراة والتعاليم الدينية مصدرها الله. معظمهم ايضا يؤمنون بالحياة بعد الموت (65 بالمئة)، وبمجيء المخلّص (51 بالمئة). يمكن الاعتقاد أنه منذ 2009 ازداد الوضع خطورة، فمشاعر الهوية اليهودية قد زادت. عام 2009 اعتقد 34 بالمئة أن اليهودي الذي لا يقيم الفرائض يهدد الشعب اليهودي كله. من المثير كم يؤمن بهذا الآن. يجب العناية بهذا اليهودي فهو خطير على الشعب كله.

النشيط اليميني يهودا غليك قال قبل أن يتم اغتياله بساعات بأنه «يترك هاتفه مشغولا، وفي حال قالوا إن هناك موافقة على بناء الهيكل، فانه سيترك كل شيء ويذهب الى هناك». يجب الايضاح هنا أنه بالنسبة للمجتمع الاسرائيلي اليوم فان غليك ليس غريب أو متخلف، وليس متطرفا. بل هو يريد في نهاية المطاف بناء الهيكل، ويجب تقديره على ذلك. اذا كان هناك إله يُثيبه على هذه الافعال الجيدة ويوجه العالم، وأن الشعب اليهودي هو شعب الله المختار، وهو الذي أمرنا بالتوراة، وأن المخلص سيأتي وسنحيا جميعا الى الأبد في العالم الآخر، كما تؤمن الاغلبية اليهودية في اسرائيل – فان هذا يدفعنا الى بناء الهيكل. وحيث أن الغالبية هنا يحملون موقف ديني وقناعات دينية، فان الغرباء والمختلين هم العلمانيون. الغريب والمختل هو من يظن أن الانفجار الكوني ونظريات التطور هي نظريات حقيقية.

الغريب والمختل من لا يزور قبور الصدّيقين. الغريب والمختل من لا يطلب البركة والاستشارة من الحاخام. من هو غريب ومختل لا يؤمن بالصلة مع الأرواح والابراج والطاقة الموجودة في الحجارة.

نحوا من 56 بالمئة من الجمهور يؤمنون بأن الله يُثيب على الاعمال الجيدة وأن هناك حياة بعد الموت – لا توجد بينهم وبين الشهيد الذي يفجر نفسه في عملية انتحارية من اجل الجلوس مع 72 حورية في الجنة، اختلافات في الرأي. إنهم ببساطة يريدون هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل على أنقاضه. هذا جدل تقني على قضايا هامشية، وفي كل ما يتعلق بالجوهر فان الطرفين متفقان على أن «الانفجار الكوني ونظريات التطور هي امور خاطئة».

إعطاء الاذن لبناء الهيكل في الحرم سيتم، وسوف يصل لأن هذه هي إرادة الله، وهذا ما سيأتي بالمخلص، واليهود هم شعب الله المختار. آمين.

هآرتس 

 

حرره: 
س.ع