هل يشكل الاعتراف البريطاني "وعد بلفور عكسي"؟ إجابة إسرائيلية

البرلمان البريطاني

محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: اعتبر المؤرخ الاسرائيلي البرفسيور داني غتوبان، من جامعة حيفا، أن اعتراف البرلمان البريطاني رمزياً بدولة فلسطين أمرٌ مثيرٌ للقلق، سَتضطر إسرائيل لدفع أثمان باهضة في المستقبل بسببه، مشيراً إلى أن الفلسطينيين نجحوا بعزل اسرائيل في الساحة الدولية، ومؤكداً أن نتنياهو يعزز من العزلة الدولية التي تعاني منها اسرائيل بسبب سياسيته الخارجية.

ومضى المؤرخ الاسرائيلي  الشهير قائلاً "اعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطين رمزياً يجب أن يكون سبب للقلق في اسرائيل، لأن المبادر لهذه الخطوة، حزب العمال البريطاني، وهو ليس جهة مناهضة لإسرائيل، ومن بادر على خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية جزء من التيار المركزي في بريطانيا. وحزب العمل البريطاني ليس يسارا هزيليا، و قد يتولى السلطة بعد الانتخابات المقبلة".

ولفت المؤرخ الاسرائيلي إلى أن حزب العمال البريطاني ليس حزباً معادياً لإسرائيل ولكنه مع ذلك وجد نفسه مضطراً  للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتابع: "حزب العمال ليس مناهضا لاسرائيل، وليس حزبا هامشياً،  وإنما بالعكس حزب العمل البريطاني يضم جهات داعمة لإسرائيل،  وهولاء كرروا ما فعلته أوروبا عندما قالت لاسرائيل، لم تعودوا محل إجماع دولي، وانتم لا تتحدثون بلغة العالم. يجب أن نتعرف أننا ندير هنا في اسرائيل حوار داخلي، منشغل في تبرايراتنا الخاصة، ولا يأبه بطريقة تفكير المجتمع الدولي".

وحمل داني غتوبان المؤرخ الاسرائيلي، الذي  أعد دارسة تاريخية حول وعد بلفور، السياسية الخارجية  لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو  مسؤولية العزلة الدولية التي تعاني منها اسرائيل وما نجم عنها من اعتراف  البرلمان البريطاني بدولة فلسطين".
" من الواضح جداً أن بنيامين نتياهو يقود سياسة اسرائيلية بخلاف توجهات الدبلوماسية التي قادها مؤسس الحركة الصيهونية ثيودور هرتسل، وحاييم فايتسمان رئيس الوكالة اليهودية، التي كانت قائمة على التوافق مع التوجهات الرائدة والمتقدمة السائدة السياسة العالمية" أضاف غتوبان.

ويخلص المؤرخ الاسرائيلي من استعراض السمات العامة التي حددت السياسة الخارجية الصهيونية والاسرائيلية، الى أن نتنياهو يقود اسرائيل الى عزلة دولية، تلحق الاذى باسرائيل، وتتركها خارج نطاق أي اجماع دولي كما كان عليه الوضع  منذ نشأة اسرائيل.

ورفض المؤرخ  الاسرائيلي اعتبار اعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطيين، على أنه اعلان بلفور لصالح الفلسطينين، مشيراً الى أن الفلسطيني العادي لن يلمس اي أثر لذلك على حياته ولكنه استدرك قائلا "اعلان بلفور كان بداية دخول الحركة اليهودية القومية الصهيونية، الى التوجهات السياسية الدولية، و اعتراف البرلمان البريطاني يعني عزل  إسرائيل، الذي يقودها خارج الاجماع الدولي، ونحن سندفع أثماناً باهضة جداً".

حرره: 
م.م