الأخضر والأصفر في قائمة واحدة..استحالة أم حاجة للطرفين؟

فتح وحماس

محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: جدل كبير أثارته تصريحات القياديين في حركتي فتح وحماس، حسين الشيخ وأحمد يوسف، عن احتمالية خوض حركتي وفتح وحماس الانتخابات التشريعية القادمة في قائمة، موحدة، حيث شكك كثير من السياسيين والمحللين بإمكانية هذا الخيار، بينا قال آخرون، إن هذه التصريحات لم تأت من فراغ وإنما جاءت عقب طرحها عدة مرات، من قبل قياديين في الحركتين.

وفي مقال جاء بعنوان  "قنبلة القائمة الموحدة في الانتخابات القادمة‎" قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري إن فكرة القائمة الموحدة كان أصلها"  أن الرئيس طرح فكرة الدخول في انتخابات بقائمة موحدة على خالد مشعل، بمشاركة الفصائل التي تقبل ذلك، على أن تضم 70 - 80% من المقاعد، وترك الباقي للمرشحين الآخرين. وكان رد مشعل على الفكرة بأن "حماس" ستدرسها"، مضيفاً أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد طرح ذات الفكرة على نائب الرئيسي المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وتلقى منه نفس الرد الذي قدمه مشعل للرئيس عباس.

وأشار المصري إلى" أن حركة حماس لم تقدم رداً رسمياً حتى اللحظة، إلا أنه اعتبر تصريحات أحمد يوسف ليست موقفاً سياسياَ".

ورأى المصري بأن" فكرة خوض الانتخابات بقائمة واحدة  اجتهاد يحاول أن يلمس الخصوصيّة الفلسطينيّة، لكنه بحاجة إلى تدقيق ومراجعة، لأنها تقضي على فكرة المنافسة وتعدد الخيارات التي هي جوهر أي انتخابات، فالقائمة التي تضم "فتح" و"حماس" وحدهما، أو التي تضم بالإضافة إليهما كل الفصائل ستعني أن القائمة ستفوز بالتزكية، أي بالتوافق الوطني".

من ناحيته قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول إن الظروف لم تنضج بعد كي تنجح فكرة خوض الانتخابات بقائمة موحدة لفتح وحماس.

وأضاف مقبول في حديثٍ مع زمن برس" أنا لا أعتقد، لأن الانتخابات المشتركة، معناها برنامج سياسي وبرنامج عقائدي موحد، وليس انتخابات موحدة من أجل مقاعد"، كما استبعد مقبول نجاح مثل هذا الطرح مستقبلاً لأنه من غير الممكن التوافق على برنامج سياسي واقتصادي وغيره بين حركتي فتح وحماس بحيث تخوضان الانتخابات تحت عنوانه " على حد تعبيره.

ورداً على سؤالٍ وجهته زمن برس للقيادي في حركة حماس أحمد يوسف حول موقفه من هذا الطرح وإمكانية تحقيقه، قال:" إن البعض قد يستغرب طرح مثل هذه الفكرة؛ باعتبار أن سنوات الانقسام عاظمت الخلاف بين الطرفين، وتركت جرحاً قد يصعب أن يلتئم بسهولة. والحقيقة أننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لمثل هذه الخطوة، وذلك حتى يتأكد الطرفان بأن ما نتطلع إليه هو شراكة سياسية وليس محاولة للتفرد بمشهد الحكم والسياسة".

وأضاف يوسف أن:"  حركة حماس في مرحلة ما كانت تطاردها المخاوف بأن السلطة وحركة فتح تخططان – بمكر – لأجل إخراج حركة حماس من نفس البوابة التي دخلت منها؛ أي الانتخابات، وذلك عبر اختيار توقيت لإجرائها تكون فيه حظوظ حركة حماس آخذة بالتراجع.. من هنا، كانت عمليات التسويف والمماطلة من قبل الطرفين لإعاقة مثل هذا الإجراء، لأن كل جهة كانت تراهن على تحولات زمنية محددة، وتنتظر اللحظة التي تكون فيها فرصتها هي الأفضل".

وأشار إلى أنه وبعد تراجع فرص أي طرف بالفوز بالأغلبية:" فإن أفضل ما هو متاح من نتائج يمكن أن يتحصلها في أية انتخابات قادمة لا تزيد عن 30%، فإن الضرورة والحسبة الوطنية تفرض على الطرفين أن يتحالفا معاً، وأن يتقاسما الهمَّ الوطني وأعباء المرحلة التاريخية معاً.. اليوم، هذا قدر فتح كما هو قدر حماس، حيث تقاربت خطوط الرؤية لكيفية إدارة مشروعنا الوطني في أبعاده النضالية والسياسية والمجتمعية" على حد تعبيره.

وأشار يوسف في رده لزمن برس إلى أن التصريحات التي أطلقها الشيخ راشد الغنوشي؛ زعيم حركة النهضة في تونس، قبل الانتخابات البرلمانية بأيام، حيث أشار إلى أن حزبه مستعد للمشاركة في حكومة ائتلاف تضم خصومه العلمانيين، وأحزاباً يقودها رموز من نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وذلك بهدف غرس أولى بذور الديمقراطية في البلاد، كما قال القيادي في حركة حماس.

وفسر الكاتب هاني المصري سعي قيادات من فتح وحماس لتحقيق "القائمة الموحدة" بأن حركة فتح تشعر بشكل متزايد" بأنه من من غير المضمون أن تخوض الانتخابات المقبلة موحدة، أو أن تفوز فيها، وشعور حماس بأن المطلوب منها خسارة الانتخابات القادمة، لأنها لن تُمكّن من الحكم إذا فازت؛ لذا من الأفضل لها بقاء الوضع على ما هو عليه، لأنها تتمتع بغالبيّة مقاعد المجلس التشريعي، ومن غير المضمون أن يتكرر ذلك" على حد تعبيره.

ورأى  المصري بأن الحل الأفضل هو"  الاتفاق مسبقًا على تشكيل حكومة ائتلافيّة وطنيّة في كل الحالات مهما تكن نتيجة الانتخابات القادمة، بحيث تكون وظيفة الانتخابات القادمة تحديد نسبة كل قائمة في المجلس التشريعي والحكومة".

حرره: 
م.م