وعودات المانحين.. هل ستكفي غزة إن وصلت فعلًا؟

دمار غزة

مجاهد بني مفلح

(خاص) زمن برس، فلسطين: وعدت الدول المانحة خلال مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة، الذي عُقد في القاهرة بنحو 5.4 مليار دولار، فيما كانت حكومة التوافق قد قدّرت أن تكلفة إعادة الإعمار تتطلب أربعة مليار. فهل يكفي المبلغ لإعمار غزة، وهل ستلتزم الدول المانحة بوعوداتها؟

الصحفي المختصّ في الشأن الاقتصادي طلعت علوي بدا متشائمًا في إجابته على السؤال الثاني، مبررًا أن دولًا كثيرة وبينها عربية، لم تفِ بالتزامات قطعتها على نفسها؛ متوقعًا أن يكون المؤتمر كسابقاته، لا سيّما قمة شرم الشيخ.

ويرى علوي في حديثه لزمن برس أن الحكومة عاشت تناقضًا ظاهرًا في تقدير القيمة الحقيقية للدمار الناجم عن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي استمرّ 51 يومًا، متسائلًا هل المبلغ المرصود لإعادة إعمار ما دمّره العدوان الأخير، أم عدواني 2009 و 2011؟ مضيفًا، من سيدفع ثمن الحصار الذي استمر ثماني سنوات؟

وأشار علوي إلى أن المشكلة الحقيقية في المؤتمر تكمن في أن أحدًا لم يحمّل إسرائيل مسؤولية الدمار، ولم يطالبها أي طرف بأن تدفع الفاتورة، وهذا من -وجهة نظره- يدفعها لتكرار عدوانها مرةً أخرى.

المحلل السياسي عبد الستّار قاسم، ذهب أبعد من ذلك، ورأى أن مؤتمر إعادة الإعمار "المشروط" جاء ليحقق لإسرائيل ما عجزت عن تحقيقه أثناء العدوان، كما أنه يوفر لها عوائد اقتصادية، من خلال شراء المواد الخام الإسرائيلية التي ستمر عبر المعابر الإسرائيلية.

وأضاف في حديث لزمن برس أنه  إذا كان العالم فعلًا معنيًا بإعمار غزة فليرفعوا الحظر عن تحويل الأموال، وليفتحوا معبر رفح، مبديًا استياءه من قبول الجانب الفلسطيني بانتهاء المؤتمر دون إشارة واضحة للمسبب الرئيس بما حصل في غزة، وهو الاحتلال.

وتوقع  قاسم أن تكفي الأموال المرصودة لإعادة الإعمار، لكنّه لم يذهب بعيدًا عن ما توّقعه علوي في أن المانحين لن يلتزموا جميعًا بوعوداتهم.

 

حرره: 
م . ع