مزارعو خزاعة .. شهادات حيّة على جرائم إسرائيل بحق الأرض

 
سعيد قديح
 
(خاص) زمن برس، فلسطين: كأن الأرض حين تُزرع، والشجر حين يَبزغ نواره، والثمار حين يقتربُ قطافها أمرٌ يزعج اسرائيل كثيرًا، فبفعل الحروب المتكررة وحجم القصف والتجريف الكبير بحق أراضيهم يجد مزارعو بلدة خزاعة أنفسهم محاصرين بين شح الامكانات والخوف من عمليات عسكرية اسرائيلية جديدة كون منطقتهم هي الأقرب من الحدود شرق خان يونس.
 
تجولنا بين أراضي البلدة لرصد انتهاكات وجرائم اسرائيل بحق الأرض، وبينما يشير راضي أبو ريدة ( 64 عامًا ) وهو أكبر مزارعي البلدة بإصبعه إلى أرضه المزروعة بالنخيل والتي حولتها جرافات الاحتلال إلى كومة تراب يقول لمراسل زمن برس:" كما ترى، إلى جانب حربهم ضد الإنسان، فإن حربهم مع الزرع والشجر مفتوحة لا تنتهي، فخزاعة هي الأكثر تضررًا على المستوى الزراعي بفعل الاجتياحات المتكررة وعمليات القصف الاسرائيلي منذ أعوام طويلة".
 
أبو ريدة يملك مصنعًا لتغليف الزهور دمرته اسرائيل كاملًا في هذه الحرب، وبضع دونمات مزروعة بالنخيل والزيتون والحمضيات وبئري مياه لم تبقها اسرائيل سالمة مضيفًا:" في كل حرب يجرفونها، حتى أنهم على معرفة كاملة بأن المصنع معد لأجل الورد، يستهدفون المزارع لأن احساسه بهذه الأرض ينبع من ثقته بأن زرعه سيثمر هذا العام أو الذي بعده، لن يستطيعوا اغاضتنا، سنزرع من جديد".
 
ويختم بالقول:" ينبغي للمؤسسات الدولية أن تهتم بوضع المزارع في أقرب وقت، أن لا تتركه بلا ضمانات بعدم التعرض له ولأرضه، أن يسخروا مشاريع لأجل الاهتمام بالمنتوج الزراعي على أرض غزة وتعويض المزارعين كي تستمر مسيرتهم، وحدهم مزارعو غزة مظلومون في كل حقوقهم، هم بشر مثلهم مثل المزارعين في بلاد أخرى".
 
غير بعيدٍ  يتفقد الشاب أحمد قديح ( 26 عامًا ) ما تبقى من خلايا النحل التي يقتاتُ من وراء بيع عسلها، حيث أصابتها قذائف مدفعية الاحتلال بشكل مباشر بالإضافة لبيته متسائلًا:" هل لإسرائيل مشكلة مع النحل أيضًا ؟ ". قائلًا لزمن برس:" هذا مصدر رزقي الوحيد في ظل الظروف الصعبة بغزة، لم يبقى لي منه شيء".
 
ويضيف قديح:" وصل الجنود إلى البيت، خربوا محتوياته كاملًا، قتلوا جدتي، وقضوا على أرزاقنا هذه، وضربوا المدفعية أكثر من مرة، ولم يكتفوا إلى هذا الحد، بل حضرت جرافاتهم وقلبت التربة رأسًا على عقب، ليجعلوا منها غير صالحة للزرع".
 
ويختم هو الآخر قائلًا:" كان من الممكن لو لم يحصل كل هذا لبقت أشجار الزيتون المقتلعة هذه ولجنينا منها بعد شهر الكثير، لكنها سياسة اسرائيل ضد الأرض نعرفها منذ القدم".
 
وكانت وزارة الزراعة الفلسطينية قد قدرت خسائر القطاع الزراعي بغزة في أحدث احصائية رسمية جراء الحرب الاسرائيلية الأخيرة ب 550 مليون دولار أمريكي شملت مجالات الثروة النباتية والحيوانية والسمكية وآبار الري مما يشير لتعمد اسرائيل الحاق الخسائر الكبيرة بهذا القطاع.
 
 
حرره: 
م.م