إسقاط الحكم في غزة

حكم حماس

أمام إسرائيل إمكانيتان، إما تغيير الأهداف والقضاء على حماس أو انهاء الحملة بردع مشابه للردع حزب الله في 2006
يوعز هندل

ينبغي الحديث بجدية عن اسقاط حكم حماس. خلافا للادعاءات التي نعرفها بالجملة منذ عهد «الرصاص المصبوب»، فان البدائل ليست أسوأ. فهي سيئة بذات القدر. ما الفرق بين داعش وحماس عند الحديث عن المس باليهود؟ فالانفاق ستحفر بذات الشك وبذات الاسمنت الذي نقل من اسرائيل، والصواريخ ستنتج على أساس ذات الدافع.
ينبغي الاعتراف بان حماس كحاكم، لا تحقق حتى ولا ذرة استقرار. جربنا. هذا لا ينجح. الدولة يمكنها أن تعيش الى جانب منظمة ارهابية فقط اذا كان الردع ناجحا. اذا ما كوي وعي الخصم بألم الماضي. هكذا حصل مع منظمة حزب الله. اتفاقات وقف النار وقرارات الامم المتحدة في 2006 لا تساوي شيئا، ذكرى الضاحية بالمقابل تنجح منذ ثماني سنوات.
تدير اسرائيل حرب استنزاف طويلة مع الفلسطينيين في قطاع غزة منذ العام 2000. اطلقوا من هناك النار قبل فك الارتباط وشددوا اطلاق النار بعده. كنت هناك كرجل احتياط في ايام الغضب الشهيرة لبداية الانتفاضة الثانية – حين كانوا يكرهوننا برعاية عرفات. رأيت منذئذ مرات عديدة كيف يكرهوننا برعاية حماس. التيار السياسي في غزة لا يؤثر على شدة الكراهية، يؤثر فقط على الوسطاء المحيطين. منذ صعدت حماس الى الحكم أصبحت حرب الاستنزاف طريق حياة. والتسلح المجنون برعاية ايران حدد الاتجاه.
كل ما يتبقى هو ذنب اسرائيلي. غياب التفكير بعيد المدى. شارون وعد بان تخترق غزة بعد الصاروخ الاول ولم يفِ بذلك. بعد وعد التالون في الطابور ولم يفوا. لا يوجد استثناء – المسؤولية ملقاة على الجميع.
لقد بدأت هذه الحرب كحملة محدودة. هكذا قرر اعضاء المجلس الوزاري، بما في ذلك اولئك الذين ينتقدون رئيس الوزراء. وتحددت الاهداف مسبقا، غامضة عن قصد. الهدوء، ضرب حماس والردع هي الانجازات التي يمكن دوما الجدال فيها. انجازات يمكن دوما الادعاء بالملكية عليها باثر رجعي. اما الانفاق فأصبحت هدفا عملياتيا في ظل الحركة.
أمام اسرائيل توجد امكانيتان: الاولى هي تغيير الاهداف، التوقف، التخطيط والانتقال الى حرب اخرى لاسقاط حكم حماس. يوجد لهذا ثمن يتضمن اعداد الاقتصاد لاشهر طويلة من القتال وتجنيد واسع جدا للاحتياط. لا يوجد حسم عسكري آخر، رغم تصريحات السياسيين. هذا ممكن ولعله يتم، ولكن هذا أيضا قرار ثقيل الوزن يتطلب شرح للجمهور الاسرائيلي وليس شعارات فارغة لوسائل الاعلام.
الثانية هي انهاء هذه الحملة مع ردع على نمط لبنان. خلق اعتبارات كل فعالية مقابل المنفعة لدى حماس لاول مرة. ولهذا الغرض ينبغي ترك أثر على حماس ولشدة الاسف على السكان المدنيين في غزة ايضا. الامتناع عن اصابة الابرياء، وليس الامتناع عن اصابة المؤسسات والاحياء التي تطلق منها النار. واذا ما محيت أحياء – فلا مفر. اذا كانت حاجة لضرب مستشفى لتدمير قيادة الطوارىء لحماس – فليتم هذا. سندعو بصوت عال الى الاخلاء، ونتحدث في وسائل الاعلام الدولية، وننشر معلومات استخبارية عن المواقع المدنية التي تستخدمها حماس، ولكن ندمر ونجبي ثمن. في زمن كتابة هذه السطور ليس واضحا بعد اذا ما، متى وكيف سيتم وقف النار، ولكن واضح أنه يجب أن يأتي مع كي واضح للوعي.
على اسرائيل ان تضع كواتم على الاذان وتطلق النار. اما الصراع على الشرعية فنديره في كل الاحوال في اليوم التالي. يعرف الجيش كيف ينتصر بقرار سياسي. واحيانا أكثر من الاستراتيجية والسياسة، يتبقى فقط السماح للجيش الاسرائيلي بالسحق.

يديعوت 

 

حرره: 
م.م