الإنجاز الأكبر لحماس وكاتس

حماس

الأشخاص الذين كان لهم الفضل في حل أزمة المطار الدولي والذين أعرض نتنياهو عن ذكرهم

أمير أورن

يحلم كل جندي في وحدة مضادة للطائرات باسقاط طائرة، لكن قليلين ينجحون في تعطيل مطار كامل – ولا سيما بقرار وقف اطلاق النار. وهذا في الحقيقة ما حدث في الاسبوع الماضي لضابط في سلاح الجو في واحدة من بطاريات القبة الحديدية في وسط البلاد في سلسلة الاحداث التي أفضت الى تعليق الرحلات الجوية الى مطار بن غوريون. وفي غضون ساعات نشأت حول هذه القضية أسطورة كاملة مع سياقات سياسية. إن الواقع أكثر رمادية ويمكن فقط أن نتعلم منه ما يحدث حينما تلتقي ثقافات تنظيمية متشابهة صارمة (سلاح الجو وفيه الدفاع الجوي والطيران المدني) – ويسارع الساسة الى اعلان أن ربان طائرتكم يتحدث اليكم.
إن المواجهة بين صواريخ حماس والقبة الحديدية أفضت الى خطر مضاعف ثلاثة اضعاف على الطائرات التي تعمل في المطار الدولي الوحيد في اسرائيل وهو اصابة قذيفة صاروخية لطائرة وقت طيرانها (فالطائرة الجاثمة لا تختلف عن هدف بري آخر)، واصابة صاروخ الاعتراض «تمير» لطائرة ونشوء سحابة شظايا وكسور على إثر اعتراض ناجح. وعلى حسب البحث في أداء سلاح الجو فان خطر اصابة قذيفة صاروخية عرضية لطائرة قبيل الاقلاع واحد لكل 100 مليون. وخطر اصابة قذيفة صاروخية تطلق من غزة لطائرة موجودة في المجال الجوي لاسرائيل كلها واحد الى مليار. وهو «أقل من خطر أن تختنق بنواة دراقة»، كما وعد طيار اسرائيلي نظيره الامريكي.

في السنتين الاخيرتين استعملت سلطة الطيران المدنية وسلاح الجو الذي يستعمل منظومة القبة الحديدية وحيتس وباتريوت والعصا السحرية ايضا قريبا، اجراء «العيش معا». وقد اصبح سلاح الجو الذي تعلم على مر السنين والتغييرات أن يحيا في بيئة مشحونة بالطائرات المدنية والعصافير والصواريخ، أصبح يكيف نفسه مع الضرورة الجديدة للاقلاع والهبوط في مطار بن غوريون في مسارات منيعة من اعتراض القذائف الصاروخية.

تنجح القبة الحديدية في اعتراض صواريخ مفردة، 9 قذائف صاروخية من كل 10، ويبين حساب بسيط أن صاروخين يطلقان في الوقت نفسه نحو قذيفة صاروخية واحدة يصيبانها بيقين يبلغ 99 بالمئة. ولاعتبارات الاحتياطي والكلفة المالية يتم الاحتفاظ باطلاق زوجين لحماية ممتلكات تُعرف بأنها مهمة على نحو خاص منها مطار بن غوريون وغوش دان (الذي يشمل ييهود) مع سكانه المليون. فلو استقر رأي سلاح الجو على اعتراض القذيفة الصاروخية التي توشك أن تسقط في ييهود لكان عند ضابط البطارية وقت مناسب لذلك وهو ثلاث دقائق ونصف بحسب المعطيات التي نشرتها اسرائيل في أنحاء العالم. ويبين التحقيق في الحادثة أنه اختير بديل قُدر أنه أقل خطرا من الاعتراض قرب مطار بن غوريون. إن الاصابة على مسافة ميل من جدار مطار بن غوريون، أعملت تفسيرا متشددا لدستور العمل الامريكي اعترض دستور العمل الاسرائيلي وجعل مطار بن غوريون منطقة لا طيران فيها. وتنبه سلاح الجو بعد أن وقع الفعل فغير نهج عمله. من حسن حظ اسرائيل أنه يدير سلطة الطيران المدني في السنوات الست الاخيرة اللواء احتياط غيورا روم. وقد منح هذه السلطة مكانة مهنية وعزز علاقاتها بجهات الطيران في العالم. وبفضل رسالة طمأنة من روم أوصى المسؤول عن الامن في شركة الطيران البريطانية، تيم ستيدس، بعدم تعليق رحلات الشركة، واقتنع المسؤول عن أمن الطيران في السلطة الامريكية، فرانك هتفيلد، بتأييد تجديد الرحلات الجوية. وأثر المدير العام لوزارة الخارجية نسيم بن شتريت في صديق في هيئة ادارة الخطوط الجوية التركية ليخرج الى أثينا اسرائيليين علقوا في تركيا.

كل ذلك غير معلوم لمواطني اسرائيل ممن مصدر معلوماتهم الرئيس هو بنيامين نتنياهو. وفي جلسة الحكومة حينما عادت الطائرات تجاهل نتنياهو من أدار الازمة وأغدق المديح المعلن على نفسه وعلى وزير النقل العام اسرائيل كاتس. هكذا تُبنى اسطورة لمصلحة السياسة – فقد غضب نتنياهو على كاتس وقت الازمة لكنه محتاج إليه في الصراع الداخلي في الليكود مع جدعون ساعر.

هآرتس

حرره: 
م.م