المصالح الأربع

نتنياهو

بقلم: آفي بنينو

بشكل عام بعد سنة واحدة في المنصب يفهم رؤساء الاركان جوهر «ساحة الملعب» السياسي، ولهذا فانهم لا يتأثرون أو يشعرون بالاهانة عندما يكتب في الصحيفة ان «الجيش الاسرائيلي لم يعرض خطة شاملة وواقعية»، او «الجيش الاسرائيلي لم يعرض اهدافا نوعية لحماس في غزة»، أو حتى اذا ما كتب بان مصدرا سياسيا يعتقد بان «رئيس الاركان فقد الروح القتالية».

أحيانا تكون المنشورات غير رسمية، والتحليلات تفيد بان «قادة جهاز الامن حذروا من تدهور اقليمي ومن عقاب جماعي يشعل الضفة او القطاع او الشرق الاوسط».

اقترحت ذات مرة لضابط عسكري كبير ان يقول لاحد رؤساء الوزراء، بشكل غير رسمي، انه فكر مرة اخرى برغبة رئيس الوزراء كما عرضت في النقاش، وهو يطلب ان يعرض عليه خطة للتنفيذ منذ يوم غد. فسألني الضابط «ماذا سيحصل؟» فأجبته «رئيس الوزراء سيتجمد في مكانه. لن يجيبك ولن يحدد موعدا لمثل هذا اللقاء ايضا».

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو شخص ذو تجربة وخبرة في كل ما يحصل، في كل سيناريو، تقريبا.

ويفيد سجله بانه متردد (ايجابا) في استخدام القوة العسكرية، وحذر في أوامر الخروج الى الحرب. ليس فيه عنصر «الممتشق»، او «رب البيت جن جنونه». وهذه ميزة ايجابية لمن يقف على رأس الهرم.

حقيقة أنه لم «يخرب» لبنان، بعد أن سقطت عندنا الكاتيوشا، مثلما طالبه في حينه ارئيل شارون الراحل، «القى بذنبها» على وزير الخارجية دافيد ليفي وعلى وزير الدفاع ايتسيك مردخاي وعلى رئيس الاركان أمنون شاحك الراحل.

هذا على ما يرام تماما. اما عدم الهجوم على ايران فقد «القى بذنبه» في الرأي العام على اعتراض مئير دغان، يوفال ديسكن وغابي اشكنازي. وهذا ايضا على ما يرام. ما يفعله نتنياهو فعله ايضا اسلافه: عدم العمل في غزة، قبل حملة «الرصاص المصبوب» القى به رئيس الوزراء ايهود اولمرت على الجيش الاسرائيلي وعلى تردد اشكنازي. هذا ايضا على ما يرام. سلفه، ارئيل شارون، التقى بقادة ألوية الجيش الاسرائيلي في المناطق واتهمهم بانهم «لا يعملون ولا يبادرون»، وأعطى نسخة للصحافة. هكذا كان وهكذا سيكون.

ولفهمي، فان لحكومة اسرائيل الان عدة أهداف استراتيجية على ضوئها كما ينبغي الامل، سيعمل نتنياهو في مساء اليوم:

الحفاظ على المصالح الامنية والقومية لاسرائيل والاستقرار اللازم في ضوء الشرق الاوسط المتغير.

منع تدهور وضع اقليمي منفلت عقب عمل عسكري شاذ، لا يأتي في سياق وفي مدى. بمعنى، عدم الدخول في عمل لا تعرف ان تضمن كيف، متى وكيف تخرج منه.

مكافحة الارهاب في حرب ابادة. القبض على منفذي جريمة القتل النكراء ومحاسبتهم. ضرب البنية التحتية التي ساعدتهم. الابعاد الى غزة لنشطاء مركزيين، والامساك بكل محرري صفقة شاليط وتقديمهم الى المحاكمة. واضافة الى ذلك، ممارسة روافع الضغط على حماس والتعزيز قدر الامكان للتعاون مع أجهزة الاستخبارات والاجهزة التنفيذية للسلطة الفلسطينية. وحتى لو كانت حملة، فستكون محدودة ومتوازنة.

التفكير باليوم التالي. بمعنى الحفاظ على القدرة لاجراء حوار للتسوية مع ابو مازن والسلطة، بدعم الولايات المتحدة، مصر، الاردن، السعودية، تركيا وغيرها. وكل ذلك حسب مبدأ «الدولتين للشعبين» الذي قرره نتنياهو. كل هذا يتعين على نتنياهو أن يفعله بدعم من حفنة من الاشخاص المركزيين في اطار أمة صاخبة تطالب بالثأر، هوامش متطرفة واحتياطات حزبية ذات مغزى تنبع من وضعه داخل الليكود وفي كتلة اليمين. وأنا واثق من ان هكذا سيتصرف.

 

معاريف الأسبوع