صحيفة تكشف عن أزمة حادة بين السلطة والأردن

زمن برس، فلسطين: كشفت صحيفة القدس العربي عن تأزم العلاقات بين السلطة الفلسطينية والأردن، وذلك عقب الهجوم الذي شنه عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على «العواصم» نفسها التي يتحدث عنها الرئيس محمود عباس، وطال بصورة مباشرة هذه المرة الأردن، وسط حالة تطوير وتدوير ملموسة للإتهامات التي تتبناها القيادة الفلسطينية تحت عنوان «التدخل بالشأن الفلسطيني الداخلي».

صحيفة القدس العربي قالت إن الأحمد اقترب أكثر من تسمية العواصم عندما تحدث عن «الأنظمة التي تتدخل مرة بالمال السياسي أو بحكم الجغرافيا».

وأضافت بما أن عمان نفسها تحتاج للمال السياسي فعبارة «بحكم الجغرافيا» تخصها، مشيرة إلى أن أبو مازن وفي اتهاماته للعواصم التي تسعى للتدخل لم يستثنِ عمان. وعزام الأحمد المقرب من الأردن وضع عمان مباشرة بين المتهمين وهو يتحدث عن حكم الجغرافيا.

قبل ذلك دخل القيادي جبريل الرجوب على الخط نفسه، إذ تحدث الرجوب مع أصدقاء أردنيين عن شعور السلطة بأن عمان تتحدث معها بصفتها «الأخ الأكبر» دوما، ونصح الأردنيين بتجنب إسقاط «هوسهم بالخوف من الإخوان المسلمين» على أوضاع حركة فتح وحركة حماس في الضفة الغربية، وفقا لما ذكرت الصحيفة.

وضع الرجوب في أذن مسؤول سياسي أردني العبارة التالية: «إذا كنتم خائفون من الإخوان المسلمين في انتخاباتكم فأنتم أحرار، لكن حركة فتح لا تخشى حماس في انتخابات البلديات».

وبيّنت الصحيفة أن كلام الرجوب فضح عملياً أسباب وخلفيات «الخلاف المتأزم» حاليا بين الأردن والسلطة، فعمان لديها تقدير مختلف تماماً عن تقدير عباس والرجوب والأحمد والأجهزة الأمنية بخصوص حصة حماس في الانتخابات البلدية التي كان من المفترض أن تجرى بداية أكتوبر المقبل.

عمان اليوم تهتم بعدم توفير الفرصة للتشبيك بين نسختها من الإخوان المسلمين وحركة حماس حول الضفتين وتم إبلاغ أبو مازن مباشرة بأن توحيد صفوف حركة فتح أولوية أردنية بما في ذلك «عودة المفصولين» وعلى رأسهم محمد دحلان الذي يصر عباس على استثنائه من اي ترتيبات تتعلق بالعــودة.

وقالت الصحيفة إن الخلاف لم يقتصر على هذا المظهر، فالأردن مصرٌ على ان حماس ستكتسح الإنتخابات المحلية في قرى وأرياف الضفة الغربية وبنسبة لا تقل عن 55 % وذلك قبل أن يتم إيقافها، بينما أبو مازن يصر بالمقابل على ان ذلك لن يحصل أبداً.

ملاحظة السلطة والرئيس محمود عباس قيلت أيضاً خلف الأضواء عن تنامي الاهتمام الأردني المفاجئ بحركة فتح والضفة الغربية بعد تواصل تفاعلي مع خصوم عباس من مفصولي فتح وبعد رصد «تبني» الأردن لبعض طروحاتهم.

وأوضحت الصحيفة أن أبو مازن بقي حتى اللحظة الأخيرة ساعياً للمحافظة على «شعرة معاوية» مع الأردن فخطب بنحو 30 شخصية أردنية قبل أقل من اسبوعين على مائدة عشاء سياسي بدعوة من رجل الأعمال الأردني محمد البشير.

سرعان ما تبين لاحقا بأن «الشوائب» والخلافات كبيرة ومؤثرة في العلاقة الأردنية- الفلسطينية الرسمية، الأمر الذي تعكسه همسات الرجوب وتصريحات الأحمد العلنية عن «عواصم تتدخل بحكم الجغرافيا».

في الأثناء بقيت عمان على «اتصال منطقي» مع عباس وطوال الوقت تعاملت مع عنوان واحد للشعب الفلسطيني هو عباس والسلطة كما يشرح لـ «القدس العربي» الناطق الرسمي محمد مومني فخصوم عباس كانوا خارج الحسابات الأردنية عندما يتعلق الأمر بحركة فتح، وحماس منعت تماماً من اي طرقة على باب الأردن.

تغيرت الأحوال بعد ظهر السبت الماضي وبعد خطاب «العواصم» للرئيس عباس وتطورت باتجاه سلبي وفوضوي بعد تعليقات الأحمد التلفزيونية التي أثارت غضباً عارماً في صفوف القرار الأردني.

حصل التأزم بسرعة وبخلفية «غامضة» لكن تدقيق «القدس العربي» بالتـفاصيل يرجح أن انفعال عباس والأحمـد قد يكون له علاقة بإتصالات جرت لأول مـرة تماماً وبصورة مباشرة وبدون تنسـيق مع عباس بين عمان وبعض أعضاء «مـركزية حركة فتح» وبصورة أدق مع «سـتة منهم» وبقـائمة نقلها الأردن عبـر مصر تتضمن أسماء المفصولين من فـتـح الـذين تتـوجـب عودتهـــم.

والتدقيق نفسه يرجح أن مشاركة سياسيين أردنيين في نقاشات مع أطراف عربية لها علاقة بأسماء البدائل لرئاسة السلطة بعد مرحلة عباس كان أيضاً من أسباب التوتير خصوصاً وأن عمان تفضل طرح اسم سلام فياض ولا تتحمس لناصر القدوة أو أحمد قريع.

هذا الحراك الأردني في عمق البنية الفتحاوية هذه المرة أقلق عباس على الأرجح وردة فعله مع الأحمد أخرجت التناغمات الأخيرة عن سياقها بحيث باتت العلاقة الآن «متأزمة جداً».

 

حرره: 
د.ز