زمن برس، فلسطين، ساري بركات:  أبدى الطلبة الجامعيون خريجو مؤسسة إنجاز والحاصلين على منحة "كوكاكولا" العالمية إلى جامعة (بلكنت) التركية، تطلعهم نحو العودة إلى فلسطين، حيث كان عام واحد قضوه في "بلكنت" كفيلاً في فتح آفاق المستقبل والتغيير للأفضل أمامهم، وتحفيزهم على توظيف تجربتهم للمشاركة في بناء وطنهم كما يؤكدون.

وفور عودة الطلبة الخمسة الى الضفة الغربية، استضافت شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي الطلبة الحاصلين على المنحة في مقر الشركة الكائن في بيتونيا، بحضور كل من السيد زاهي خوري رئيس مجلس إدارة شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي والسيد عماد الهندي مدير عام الشركة، والسيدة رندة رمحي سلامة مدير عام مؤسسة إنجاز فلسطين لمشاركتهم تفاصيل هذه التجربة التي وصفوها بـ"المهمة"، حيث سيعود الطلبة إلى مقاعد الدراسة في جامعاتهم في فلسطين.

 الطالبة رونزا حموري التي تدرس تسويق في جامعة النجاح الوطنية، وصفت تجربتها في جامعة (بلكنت) بأنها "تجربة مليئة بالدروس والعبر المفيدة"، مضيفةً أن أجواء الجامعة بحد ذاتها كانت من أكثر الأمور المحفزة لنجاحها وصمودها، وذلك بالرغم من اختلاف أساليب التعليم في الخارج، إلا أنها لم تعاني من صعوبة التأقلم مع الأجواء، والجامعة بحرمها وأساتذتها والعاملين فيها كانوا داعما رئيسيا لي من الناحية التعليمية، وهذه التجربة تعتبر بداية لمشوار نجاحاتي المستقبلية وشعوري بالفخر من ذاتي واعتزازي بنفسي".

من جانبها أكدت الطالبة شادن الشاعر التي تدرس إدارة الأعمال في جامعة بيت لحم، أن "أهم ما اكتسبته خلال التجربة هو صداقاتها مع أناس رائعين تعلمت منهم الكثير عن ثقافات العالم، بالإضافة إلى تطوير لغتها الإنجليزية"، وتضيف شادن: "زرت مناطق مختلفة وتجولت في معالم المدينة، وكونت ذكريات جميلة ستبقى في ذاكرتي مدى الحياة".

ووصف الطالب عماد الأغبر، الذي يدرس هندسة أنظمة الحاسوب في جامعة النجاح الوطنيةـ، تجربته في جامعة (بلكنت) بأنها "من أهم الأمور التي فعلها في حياته"، مضيفا: "خلال فترة دراستي في جامعة (بلكنت)، تعلمت كيفية تقبل الآخر واحترامه وعدم الحكم عليه مهما كان مختلفا، سواء في التفكير أو المعتقد أو الرأي".

وعلى العكس من توقعات الطلبة الخمسة الذين واجهوا هاجس الخوف من الاغتراب والبعد عن الأهل والأصدقاء، فقد خاضوا تجربة مليئة بالنجاحات والاكتشافات الرائعة التي ألهمتهم فكرا جديدا لتطوير أنفسهم وتطوير بلادهم، وفق الطالبة ليلى أبو عياش التي تدرس اللغه الإنجليزية وآدابها في جامعة بيت لحم،

كما وصف الطالب محمد برهم الذي يدرس هندسة الحاسوب في جامعة بيرزيت، من أنه وجد في جامعة (بلكنت) ما كان يبحث عنه سابقاً من جو تعليمي متميّز بكل مقوماته، مضيفا: "وجودك في بيئة مختلفة تماما عن بيئتك؛ يحتم عليك أن تتعامل مع أناس مختلفين بالطرق التي يحبونها، أما عودتي الآن لجامعتي لإكمال دراستي، فسأسخره لأنقل لزملائي بعضا مما تعلمته في الخارج".

وخلال اللقاء أعرب السيد زاهي خوري رئيس مجلس إدارة شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي، عن فخر إدارة الشركة بدعم ورعاية المنح الدراسية المقدمة للطلبة في جامعة (بلكنت) التركية بالشراكة مع مؤسسة إنجاز، مؤكدًا "على أهمية دعم الشباب الفلسطيني في مسيرتهم التعليمية وإكسابهم الخبرات العملية من خلال الاندماج في مجتمعات أكاديمية تختلف عن بيئتهم المألوفة".

 وأضاف خوري: "تعتبر نسبة التعليم العالي في المجتمع الفلسطيني من أعلى النسب في العالم العربي، كما أن جامعاتنا الوطنية تسجل مستويات عالية في التقييم العالمي، إلا أن خوض الطلبة تجارب جديدة في الجامعات العالمية يمكّنهم من إكمال مسيرتهم التعليمية بثقة عالية حتى بلوغ أقصى طموحاتهم".

كما أكد السيد عماد الهندي مدير عام شركة المشروبات الوطنية، على "اهتمام الشركة بدعم القطاع التعليمي والشبابي في الوطن، مضيفا أن الشركة تسعى وبالتعاون مع مؤسسة إنجاز إلى توفير المزيد من المنح التعليمية في الجامعات العالمية عالية المستوى لصالح الطلبة الفلسطينيين، مؤكدا أهمية ما تضيفه هذه التجربة لبناء شخصية شباب فلسطيني متمكن ومتعلم ومثقف ومنفتح على الأفكار والمبادرات الريادية، وبالتالي قادر على التغيير".

من جانبها أشادت رندة رمحي سلامة مدير عام مؤسسة إنجاز فلسطين، بالشراكة المتواصلة مع شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا/كابي، وأكدت أنه لولا العمل المشترك بين الطرفين لما كان لهذا البرنامج أن يسجل نجاحات لخمس سنوات متتالية.

وأضافت: "التقت الرؤى في مؤسسة إنجاز مع المشروبات الوطنية كوكاكلا/كابي والهادفة إلى إطلاق روح الإبداع والمساهمة في تطوير وصقل المهارات لدى شبابنا من أجل تعزيز فرصهم للدخول في سوق العمل كقياديين ورياديين مؤهلين لخدمة مجتمعاتهم المحلية، لذا، استطاع برنامج المنح هذا أن يسهم في تعزيز قدرات العديد من الطلبة والذين باتوا الآن يعملون في مناصب مهمة وقيادية.