شعب الله المنكوب !

انا منكوب ابن منكوب ، تزوجت منكوبة ، و رزقت منها بثلاث منكوبات ، وبناتي المنكوبات تزوجن من منكوبين ، وصار لي مجموعة من الاحفاد المنكوبين !
نحن شعب الله المنكوب ، ونكبتنا ليست بسبب زلزال اغادير ، او اعصار ساندي ، او وباء الكوليرا ، او قنبلة هيروشيما !
نكبتنا خاصة بنا وحدنا ، بدأت بتصادم تاريخي بين السماء بالأرض ، حين قرر شعب الله المختار ان يتمختر علينا ، ويحط كالجراد على بلادنا ، ويلتهم زرعنا ، ويمص ضرعنا ، ويقضم خبز بلادنا نتشة نتشة !
نكبتنا كتبها علينا الخواجة بلفور ، الذي ( بلف ) بلادنا واعطاها وطنا مفروشا لعدونا !
اليوم صارت نكبتنا ( ختيارة ) نحتفل بعيد ميلادها الثامن والستين ، في بلاد الشتات ، ونحن نشهر مفاتيح بيوتنا في وجه هذا العالم الدجال !
هرمنا وشاخت نكبتنا معنا ، ومازال طفل منا سيولد بعد قليل ، يقول في مستشفى الولادة انه من صفورية في قضاء الناصرة !
نحن شعب الله المنكوب ، الشعب الوحيد في الدنيا الذي ما يزال نصفه تحت الاحتلال ، ونصفه الاخر في مخيمات اللاجئين ! في عالم منافق لا يكف عن التحدث عن حقوق الانسان !
في صباح النكبة سألني حفيدي هنا في السويد اخر الارض :
شو يعني نكبة ؟
قلت له : النكبة يا صغيري ان تأتي اليهودية راشيل زميلتك في المدرسة الى غرفة نومك وتلبس بيجامتك وتنام في سريرك ، وتسرق العابك ، وانت تنام في خيمة بالحديقة ، وتقول لك كل يوم : هذا بيتي وانت لا بيت لك !
قال حفيدي غاضبا : بديش !
هذه ( البديش ) هي التي يقولها شعب الله المنكوب منذ 68 عاما هي وحدها ما بقي لنا ولا يستطيع احد ان يجعلها ( بهمش ) !
وكل نكبة وبديش بخير !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.