ثلاثاء الكرامة!

اعتصام المعلمين

وجائت ثلاثاء الاعتصام المنشود كردّ على كل تهديدات سبقته تجاه المعلّمين وكل تلويح باجراءات صارمة تتخذ بحقهم..

جاءوا إلى رام الله وقد تركوا وراءهم الخوف والقلق في حجراتهم الدراسية وليثبتوا انهم أصحاب حقوق لا يجوز أن تهمّش متغاضيين عن ظروف طقس هذا اليوم لأن أثر هذا الإعتصام سيكون أقوى من تأثير كل شيء دونه.

لحمة اعتصاميّة جمعت معلّمي فلسطين في صفّ واحد من شمالها لجنوبها يهتفون بذات الصوت ويرددون ذات الكلمات.

ونقول لكل من راهن على فشل هذه الاعتصامات وهذا الاضراب بأنه سيكون كغيره من إضرابات سابقة للمعلمين لم تجدي نفعا!

قد أخطأتم باعتقادكم لأن المعلمين باتوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مطالبهم بسبب صبرهم وثباتهم ولحمتهم التي لم يشهد لها مثيل واصرارهم على عدم السماح بتسييس إضرابهم وتحزيبه لأن ذلك سيكون من أكبر عوامل الفشل والضعف ومحاولة للالتفاف على الاضراب.

والمطوب اليوم ان يسمح للمعلمين بالاعتصام ويعطوا فرصة للتعبير عن مواقفهم وآرائهم والاستماع لهم بعيدا عن كل وسائل التعنيف والقمع او المنع التي تكبت الحرّيات.

نطالب معلّمينا دائما بالتميّز والإبداع ودائما نريدهم أن يكونوا كغيرهم من المعلمين في دول راقية ولكن الفارق أنّ هذه الدول تقدّر المعلم وتكرّمه وتحفّزه ومثال ذلك الرواتب التي يتقاضاها المعلّمين في تلك الدول حيث يصل عائدهم السنويّ حوالي  4 مليون دولار في وقت لا يتعدّى دوامه ثلاث ساعات يوميا.

نحن لا نطالب بالملايين وبنودنا ليست تعجيزيّة؛ انّما تسعى إلى النهوض بحال المعلّم ليكون قادرا على التغلب على مشكلة غلاء المعيشة المتصاعدة بيانيا في بلادنا
ولكي يشعر من جانب آخر بأنه في مجتمع يقدّر المجهود العظيم الذي يبذله وعظيم صنعه وللاعتراف بوظيفته كمهنة.

هي مطالب عادلة يجب التعامل معها بعدالة ومصداقيّة وعلى محمل الجد لأننا سئمنا من الحلول بعيدة المدى المؤجّلة بإستمرار والتي دائما هي مع وقف التنفيذ.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.