هل يشتري الراصد الجوي فائض خبزكم؟

حمل الغالبية العظمى الأرصاد الجوية الفلسطينية والراصدين الهواة مسؤولية الضجة التي أثيرت حول العاصفة الثلجية "هدى"، بعد إرادة الله وفور تراجعها في أول يوم تلقوا آلاف التعليقات والشتائم على وسائل التواصل الاجتماعي واتهموا بالتهور وعدم الدقة، وأتفاجأ بأن الإعلام الفلسطيني الذي أثار موضوع العاصفة "هدى" وخصص معظم فقراته للحديث عنها وهول الأمور من خلال نشر أخبار غير دقيقة حول الاحتمالات كنوع من التسابق الاعلامي بين الوسائل المختلفة، هو نفس الاعلام الذين استغل الضجة الأخيرة التي أثيرت بحق الأرصاد الرسمية والراصدين الهواة لشن هجمات بحقهم وتكذيبهم بعد التغير الذي طرأ على مسار العاصفة بعد دخولها! لأن الذي يهول الأمور أكثر يحصل على قراءات أكثر لأخباره ومتابعين جدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي نفس الوقت يحافظ هؤلاء على متابعيهم من ناحية تناول آخر التطورات على الحالة الجوية.

هنالك آراء وتعليقات مثيرة للاستغراب من بعض النادبين على مواقع التواصل الاجتماعي ممن يحملون شهادات جامعية من إعلاميين وموظفين يشغلون مناصب في مؤسسات فلسطينية حكومية وخاصة ويعلمون بالوضع الفلسطيني بشكل عام وبنقص الامكانيات المتعلقة بدائرة الارصاد الفلسطينية الرسمية واعتماد جميع الراصدين الرسميين والهواة على نماذج عددية أوروبية وأمريكية وحتى رادار الامطار المحلي تابع للاحتلال الاسرائيلي وليس فلسطيني، هل فكر أحد الاعلاميين  بالبحث في سبب المشكلة أو فكر أحد من أصحاب المناصب في المؤسسات بأن يسعى لتطوير عمل الأرصاد الجوية في فلسطين بعيدا عن مهاجمتها ولومها على شيء قد كتبه الله بعد دخول المنخفض!!.
غريب أن يتم اختلاق أضرار من اقبال الناس الزائد على شراء الخبز بكميات تفوق حاجتهم ومستلزمات التدفئة وربط الموضوع بتساقط وتراكم الثلوج وليس بموجة البرد والصقيع القادمة التي الزمت الناس بالبقاء في بيوتهم، وكأن الخبز الذي اشتراه الشعب كان على ذمة الراصد الجوي ولم يعد له ضرورة، هل البيوت حاليا لا يلزمها تدفئة ولا يلزمها خبز!! ناهيكم عن الاحتياجات الاخرى.
أرى أن التحذيرات المسبقة قد كان لها فائدة كبيرة، ووضعت الجميع عند دوره ومسؤوليته، فبعد الرجوع لموقع الدفاع المدني الفلسطيني تبين بان هنالك اكثر من 2150 حالة انقاذ قام بها الدفاع المدني في فلسطين، بشكل عام معظمها في رام الله خلال العاصفة، منها اكثر من 1800 حالة في اليوم الأول للعاصفة والذي جاء اقل من التوقعات، ماذا تتوقعون لو جاءت العاصفة مثلما توقعها الراصدون؟!
كل من هاجم الارصاد الجوية الرسمية وغير الرسمية على حد سواء يجب أن يقدم لهم الاعتذار وخصوصاً بعد ثبات معظم توقعاتهم فيما يخص المنخفض، وتحذيرهم من حالة الانجماد الخطيرة التي اثرت على فلسطين ليلتي السبت والأحد.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.