ليبرمان... القنفد الذي طوى أشواكه!

ليبرمان... القنفد الذي طوى أشواكه!

اليكس فيشمان

وصل أفيغدور ليبرمان أمس متصالحا جدًا الى وزارة الدفاع، ويبدو أنه وظف الكثير جدا من التفكير في الشكل الذي سيبدأ فيه أيامه الأولى في المنصب أمام رجال جهاز الأمن، الضباط الكبار الذين يصعب عليهم استيعاب تنحية يعلون، والإدارة ألشكاكه في الوزارة – وبالأساس الجمهور. القنفد طوى الأشواك.

لا شيئ عفويا. كله مخطط. حتى قرر الاتصال بموشيه يعلون لدعوته لتنفيذ تداخل مرتب خطط له مسبقا. استراتيجيته هي التسلل برقة الى هذا المنصب ذي القوة ، عبر الرواق المعانق للإجماع. الجيش هو إجماع – والآن هو جزء منه. اما الأشواك التي امتشقت في وجه قادة جهاز الأمن، في محاكمة الجندي مطلق النار من الخليل فقد اختفت. وفي الخطاب الذي ألقاه امام هيئة الأركان لم يلمح بأي خلاف، وبالتأكيد ليس القيمي. من الآن فصاعدا، كما بث لهم، أنا معكم.

ليبرمان خطب والضباط، بعد ان عرضوا انفسهم، صمتوا. والحدث الذي لم يستمر اكثر من نصف ساعة خلف لديهم الانطباع بان الوزير الوافد سيكون مختصرا وموضوعيا. وفقط عندما رفعت النخوب حاول تحطيم الجليد قليلا ليكون شخصيا أكثر وقال شيئا ما بأسلوب: "انا معتاد على الدخول الى كل منصب بعصف. اما هنا فأنا هادىء، أدخل بسلاسة، هادئا"- ولم ينسَ أن يشكر رئيس الأركان الذي يساعده على الدخول الى المنصب.

وبالفعل، فان رئيس الأركان هو رجل اساس. اذا كان ثمة اليوم رجل قوي في الحياة العامة الاسرائيلية – وربما الأقوى – فهو غادي آيزنكوت. في الايام التي سبقت دخوله الى المنصب نقل ليبرمان الى رئيس الأركان رسالة بان ليس هناك ما يبعث على القلق. لن تكون أي دراما. سيكون تعاون كامل، ليس اقل من ذاك الذي كان له مع وزير الدفاع السابق. ليبرمان يقدر القوة، وآيزنكوت يبث قوة – رغم أنه لا يتصرف بنزعة قوة. ليبرمان يفهم بان كل من يريد ان يراه فاشلا في منصب وزير الدفاع، سواء كان هذا أحدا من رفاقه في الكابنت أم رئيس الوزراء نفسه، سيغازل آيزنكوت، ولهذا فانه يحتاج الى آيزنكوت كشريك كامل، ملاصق وموالٍ. معقول الافتراض انه في اللقاء الرسمي الأول بين ليبرمان وآيزنكوت والذي انعقد أمس واستمر نحو ساعة، فحص الواحد الآخر. يخيل أن ليس لوزير الدفاع الوافد سبب للقلق من ناحية واحدة: آيزنكوت ليس النموذج الذي يسرق لليبرمان العرض الأمني.

لقد كرر ليبرمان فكره الأساس على مسمع الضباط: كل خطوة سياسية لإسرائيل مع الدول المجاورة – سواء في السير الى أزمات أم السير الى تسوية – يجب أن تأتي من موقع قوة. هذا قول مع معنى استراتيجي يلمح بانه من المتوقع في فترة ولايته الكثير من استعراضات القوة: قد تكون لفظية وقد تكون استعراض عضلات. ولكننا لن نخرج الى الحرب او الى السلام – كما هدأهم – بلا اجماع، وليس بفارق صوت واحد ملمحا عما يفكر به عن السير الى اوسلو.

على مدى كل الخطاب أمام هيئة الأركان حاول ان يتجاوز الوصمات التي علقت به بصفته قارعا لطبول الحرب، ومن يعرقل كل مسيرة سياسية. ليبرمان يحاول تهدئة المخاوف التي ترافق دخوله الى المنصب – ولكن هناك حاجة لاكثر بكثير من يوم مشمس ربيعي واحد في «الكريا»- مقر وزارة الدفاع - في تل أبيب لشطب صورة بنيت على مدى سنوات طويلة.

يديعوت أحرنوت

حرره: 
م . ع
كلمات دلالية: