بيريس: لولا الفرن الذري في ديمونا لما وقعنا اتفاقية "أوسلو"

زمن برس، فلسطين: قال الرئيس الإسرائيليّ السابق شيمعون بيريس، في حديثٍ صحافيّ أدلى به لمجلّة (تايم) الأمريكيّة، ونقلته اليوم الثلاثاء وسائل الإعلام العبريّة، قال إنّ اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينيّة ما كانت لتُوقّع في العام 1993 بدون الفرن الذريّ الإسرائيليّ في ديمونا، على حدّ تعبيره.

وأضاف أنّ الكثيرين من العرب، ومن منطلق الخوف، توصّلوا إلى نتيجةٍ مفادها أنّه سيكون من الصعوبة بمكانٍ القضاء على إسرائيل، وبالتالي، شدّدّ بيريس، إذا كانت النتيجة هي ديمونا، فأنا أعتقد أنّ اتفاقيات أوسلو كانت خطوةً صحيحةً.

وتابع بيريس أنّ الفرن الذريّ في ديمونا أُقيم وما زال قائمًا من أجل الردع، بحسب تأكيده، لافتًا إلى أنّ الفرن الذريّ ساعدنا في التوصّل لاتفاقيات أوسلو.

ولفت موقع "واللا" العبريّ إلى أنّ مُعّد المقابلة مع بيريس أشار إلى أنّ سياسة إسرائيل في هذا الشأن، أيْ الفرن الذريّ، حتى الآن، هي عدم التأكيد وعدم النفي قيامها بتطوير أسلحة نوويّة، أيْ أنّ إسرائيل تعتمد الضبابيّة في كلّ ما يتعلّق بتطويرها أسلحة غير تقليديّة.

وبرأي بيريس، الذي سُئل فيما إذا كان الفرن الذريّ في ديمونا قد فتح المجال أمام سباق التسلّح النوويّ في منطقة الشرق الأوسط، فإنّ الجواب نفيًا قاطعًا.

وشدّدّ على أنّ المسألة لا تتعلّق بالسلاح النوويّ، إنمّا تتعلّق فقط بمن يملكه، وبالتالي أعرب عن توجسّه الشديد من إمكانية حصول إيران على أسلحة نوويّة.

وتابع قائلاً: لم نقُم في يومٍ من الأيّام بتهديد أيّ دولةٍ من الدول باستخدام الأسلحة والقذائف النوويّة، كما أنّ إسرائيل لم تقُم بتجربة هذه الأسلحة، على حدّ زعمه.

وأضاف الموقعّ أنّ اللقاء الصحافيّ مع بيريس أُجري من قبل المجلّة الأمريكيّة بعد أنْ نُقل بيريس إلى المستشفى الشهر الماضي بعد أنْ شعر بوعكةٍ صحيّةٍ.

وخلال اللقاء تناول بيريس فشل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال أعتقد أنّ إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ إلى جانب إسرائيل هو الحلّ الأمثل والأنجع لوقف سفك الدماء بين الطرفين، واقتلاع الكراهية بين الشعبين الإسرائيليّ والفلسطينيّ.

وتابع أنّ المشكلة الأكبر والأخطر في الفترة الراهنة تكمن في عدم وجود ثقة بين الطرفين، لافتًا إلى أنّ انعدام الثقة تؤدّي حتمًا إلى الإرهاب، وتدفع كلّ طرف إلى اتهام الطرف الثاني بالمسؤوليّة، بحسب ما نقلت صحيفة رأي اليوم.

وأضاف إنّه بدون التوصّل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فإنّ الإرهاب سيستمّر وسفك الدماء سيتواصل، كما لفت إلى أنّه بدون اتفاق سلام فإننّا نحن الإسرائيليين والفلسطينيين، سنعيش في تراجيديا مؤلمة جدًا وخطيرة ولكنّها ليست مرغوبة، على حدّ وصفه.

جديرٌ بالذكر، أنّه بحسب المصادر الأجنبيّة، بدأ بناء الفرن الذري عام 1958 بمساعدة فرنسية، وفي البداية تمّ الادعاء أنّ المكان مصنع أنسجة ومن ثمة أعلنت الحكومة الإسرائيليّة أنه فرن ذري لأهداف سلمية.

وتشير تقديرات غالبية الخبراء الأمنيين إلى أنّ هدف الفرن هو صناعة القنابل الذريّة، ولم تنف أوْ تؤكد إسرائيل هذا الأمر بل إبقاء الأمر مبهمًا. عام 1986 قامت صحيفة الـ(صاندي تايمز) اللندنية بنشر تقرير يدّعي امتلاك إسرائيل للسلاح النووي بناء على شهادة عامل سابق في الفرن الذري يدعى مردخاي فعنونو. وتشير التقديرات، بحسب المصادر الأجنبيّة، إلى أنّه في نهاية التسعينات امتلكت إسرائيل 75-130 قنبلة نوويّة.

حرره: 
د.ز