امرأة عارية عمرها 2000 عام

امرأة عارية

سيفي هندلر

النقاش في إسرائيل حول زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى اوروبا ركز على التاريخ الذي وصل فيه روحاني إلى فرنسا، 27 كانون الثاني/يناير، وهو يوم الذكرى الدولية لضحايا الكارثة. لكن التركيز على الرزنامة فوت الامر الاساسي، حيث شكلت الزيارة اشارة واضحة على عودة إيران إلى الساحة الدولية بعد الاتفاق النووي: زيارة الرئيس روحاني في تلة الكابتول الرومانية يوم الاثنين الماضي.

رئيس إيران الذي يعرف جيدا أهمية ورمزية العلاقات الدولية، قام بزيارة عدد من المواقع المعروفة. الفاتيكان ومرورا بالساحة الرومانية وانتهاء بتلة الكابتول المعروفة التي كانت في الماضي مقدسة للاله جوبتير وهي تتزين اليوم بالساحة التي خططها الفنان ميخائيل انجلو وهي محاطة بمبنى البلدية والمتاحف التي تحتوي على أهم المنحوتات في العالم.
صعد روحاني إلى هذا المكان الحساس وهو يضحك كعادته حيث لم تغادر الابتسامة وجهه. وحينما مر من أمام عدد من الصناديق في المتحف فهم المرافقون على الفور حجم الفضيحة، حيث احتوت هذه الصناديق على نسخة رومانية قديمة لـ افروديت.
وقد قالوا في العهد القديم عن الأصل، إن أحد اليونانيين قام بفعل أمر مرفوض على الشايش. واليوم هم يخشون أقل من هذه الاعمال. مع ذلك قرر المضيفون عدم تعريض الزائر للاغراء فقاموا بوضع الصورة في صندوق والى جانبه المزيد من الاصدقاء المثلوجيين من تمثال سوس وحتى لالده الجميلة.
إن صور الشايش المغطاة أغضبت ايطاليا. فسارع رئيس الحكومة إلى الاعلان عن تحقيق. والجميع أراد تبرئة نفسه ـ مدراء المتاحف ووزير الثقافة ووزارة الخارجية والمسؤولة عن المراسيم في مكتب رئيس الحكومة (التي تعتبر المشبوهة الرئيسة) ـ كلهم ينكرون صلتهم بهذا الامر. وروحاني نفسه قال إنه لم يطلب هذا.
السؤال الاساسي ليس من الذي أعطى الامر، بل ما الذي اعتقده الايطاليون حينما قرروا اخفاء إحدى التحف الفنية في الثقافة الغربية من اجل عدم المس بمشاعر الضيف الذي جاء لتوقيع اتفاقات كبيرة.
إن سعي قادة الغرب لارضاء الزوار من دول غير ديمقراطية ليس اختراعا ايطاليا. يمكن لفرنسا وبريطانيا تعليم رئيس الحكومة الشاب في ايطاليا، ماتيو رانتشي، درسا في التملق للديكتاتوريين. لكن التغطية المخجلة لتمثال يوجد في أقدس الاماكن في الثقافة الغربية خوفا مما سيقوله المحافظون في إيران إذا رأوا رئيسهم بجانب امرأة عارية عمرها 2000 عام، هي أمر مقلق جدا.
إن الثقافة هي عدد من التقاليد والقيم والابداعات الفنية. وايطاليا هي من أكبر الدول في هذا الامر. اللورد بايرون كتب أنه «طالما أن المدرج الروماني قائم فان روما ستبقى. وعندما يسقط ستسقط روما ويسقط معها العالم». هذا المدرج ما زال قائما بافتخار في قلب روما، لكن محظور أن تتحول التماثيل المغطاة في تلة الكابتول إلى علامة لانكار الثقافة الذاتية من قبل اوروبا. إن الصراعات حول هوية اوروبا السياسية والدينية والعرقية هي شيء شرعي. إلا أن اهمال ثقافة عمرها ألفي عام سيكون شيئا بائسا.

هآرتس 

 

حرره: 
م.م