مؤسسات تيسير الزواج بغزة.. لها وعليها!

غزة - سناء كمال
(خاص) زمن برس، فلسطين: في ظل أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة في قطاع غزة، وارتفاع معدلات البطالة، والغلاء الفاحش، رصدت "زمن برس" عددًا كبيرًا من الشبّان المقبلين على الزواج، والمشتركين في برامج مؤسسات "تيسير الزواج" على أمل أن تسهم بمساعدتهم في إتمام "فرحة العمر".
وتعمل في القطاع المحاصر أكثر من 12 مؤسسة تُعنى بتوفير المتطلبات اللازمة للزفاف، وتتنافس فيما بينها على تقديم عروض وإغراءات للمقبلين على الزواج، من خلال تخفيف الشروط المتطلبة لقبول أي مشترك يرغب بالالتحاق بهذه المؤسسات.
هذه المؤسسات ينظر لها البعض نظرة إيجاب وقبول، فيما ينظر لها البعض الأخر بتخفّظ، فما هي خدماتها المقدّمة؟ وهل تستمرّ مثل هذه المؤسسات مستقبلًا أم تتراجع في وقت قريب؟
الشاب حمدي طلال (34 عامًا)، متزوج منذ خمسة أشهر، يقول إنه لم يتوقع يومًا أن يُقدم على خطبة أي فتاة، نظرًا لوضعه الاقتصادي السيء والفقر الشديد الذي تعاني منه عائلته المكونة من 12 فردا بالإضافة إلى والديه المسنيْن، ويضيف أن الزواج بحاجة لمتطلبات مالية ليست هيّنة، يتقدمها المهر ومن ثم التجهيزات اللازمة لتوفير منزل وغرفة النوم والعفش، وكان ذلك بالنسبة له بعيد المنال إذا ما نظر لمحدودية دخله.
ويشير أنه وبعد أن علم بهذه المؤسسات وآلية عملها، بدأ التفكير في مشروع الزواج، وتقدّم لخطبة فتاة تناسب وضعه الاجتماعي، مضيفًا أنه اشترك ضمن مؤسسة تيسير الزواج التي وفرت له غرفة النوم ومتطلبات الفرح كاملة، مقابل أن يدفع ألفي شيقل، بالإضافة إلى أقساط مُيسّرة لا تتجاوز 300 شيقل شهريًا.
ودعا طلال هذه المؤسسات لتطوير آليات عملها بشكل أكبر، من خلال تقديم عروض أفضل، وأكثر راحة خاصة فيما يتعلّق بالأقساط الشهرية، وكذلك الانتباه إلى مواصفات أكثر جودة فيما يتعلّق بالأثاث والسلع المقدّمة.
محمد زيدان (29 عامًا) والذي سبق وأن استفاد من إحدى مؤسسات تيسير الزواج، كان له رأي مغاير عمّا قاله طلال، فيقول: "بكرة بتروح السكرة وبتيجي الفكرة"، مبيّنًا أنه "غير راضٍ" عن أداء مثل هذه المؤسسات، متهمًا إيّاها بـ "الاحتيال على الزبائن"، حيث يرى أن "العروض التي يتنافسون عليها هي فقط للاستفادة الشخصية للمؤسسات وليست لصالح الشباب".
ويُرجع زيدان امتعاظه لعدة أسباب أهمّها "الغموض الذي يكتنف العقد الذي يتم توقيعه بين المؤسسة وبين المشترك، ورداءة السلع المقدمة للمشتركين، والتي غالبًا ما تكون غير تلك الموجودة في المعارض، وكذلك ارتفاع أسعارها مقارنة بجودتها التي قال إنها أقلّ من متوسطة، إضافة لعدم القدرة على سداد الأقساط في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي القطاع" كما يقول.
من جهته، يؤكد مدير مؤسسة السعادة للزواج بفرعيها في شمال ووسط قطاع غزة، محمد الدقران، لـ "زمن برس" أن فكرة مؤسسته نشأت بعد دراسة تناولت أسباب ارتفاع معدلات الطلاق، التي خلصت إلى أن نسبة كبيرة منها كانت بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، نتيجة الديون التي تتراكم على "العرسان"، وكذلك التأخر في الزواج لغلاء المهور، وعدم توفّر الأموال اللازمة لإتمام الزواج.
ويوضح الدقران أنهم يساهمون في إحياء الحياة الاجتماعية في المجتمع من خلال تيسير الزواج عبر توفير المتطلبات اللازمة لإتمام الزفاف، منوهًا إلى أن مؤسسته تعتمد عرضين اثنين يتم تخيير المشتركين بينهما، يتراوح ما بين 1500 - 1800 دينار، حيث يدفع المشترك مبلغًا أوليًا قدره 500 دينار- 600 دينار، ويتم تقسيط بقية المبلغ على عدة شهور بحيث لا يزيد القسط عن 400 شيقل.
ويشير إلى أنه يتم توفير كافة متطلبات الزفاف من صالة، وبدل للعرسان، وغرفة نوم وكوافير للعروس، وكذلك سهرة الشباب ووجبة الغداء"، لافتًا إلى أن العريس يدفع الجزء اليسير، ويوفّر مبلغًا قدره نحو ثلاثة آلاف دولار.
وردًا على من يشتكي من عمل المؤسسات التي تيسَّر الزواج، قال إن عملهم واضح وشفاف مع الزبائن، وهو ما أسهم في زيادة عدد المشتركين لدى مؤسسته على الرغم من حداثة افتتاحها، وفق قوله.
ويبيّن أن مؤسسته تقوم بعمل تقييم دوري لأدائها من خلال استطلاع آراء المشتركين.
وحول ما الذي يمكن أن تفعله المؤسسة في حال تعثّر الشباب عن سداد الأقساط الشهرية المتحقة، قال الدقران إن مؤسستهم تراعي الظروف الاجتماعية التي تحول دون السداد، حيث يتم في بعض الأحيان مسامحة الشاب من السداد في حال حمل الزوجة أو المرض، بما يتلاءم مع ظروفه وعدم اضطراره للاستدانة ودفع الأقساط، مبيّنًا أن نسبة التزام المشتركين بالسداد تتراوح بين 90% إلى 93%.