خطر السلاح في الوسط العربي

رؤوبين باركو

أقوال اعضاء الكنيست العرب في لجنة الداخلية التابعة للكنيست، والمطالبة بجمع السلاح الغير قانوني في القرى العربية، هو جذري ويعكس ألما حقيقيا. صحيح أن المجتمع العربي يتعرض لتهديد العصابات المسلحة التي تفرض نفسها على الشارع والوسط العربي حتى الآن هو الذي يتضرر بشكل أساسي من هذا الواقع. لكننا جميعا سنعاني من هذا غدا.

من يعتقد أن الجريمة في الوسط العربي تبدأ وتنتهي بالعرب والقرى العربية، مخطيء. عصابات الجريمة لا تعرف حدود بلدية وهي تهدد ايضا الشارع اليهودي. حيث يتم بيع وتوزيع المخدرات، ويتم شراء السلاح الذي تتم سرقته من الجيش الاسرائيلي، من قبل المستهلكين والتجار. الدوافع الجنائية تتخطى الشعوب والايديولوجيات. السلاح المسروق من الجيش، الذي يُعطى مقابل المخدرات، يتحول في ثوانٍ إلى أداة لتنفيذ جرائم ومخالفات أمنية.

من تجاهل تهريب المخدرات والمومسات في الحدود المصرية، سيضطر بعد ذلك إلى مواجهة تسلح حماس والبدو الذين تحولوا إلى إرهابيين لداعش. ما يبدأ بضائقة اجتماعية ومخدرات وسلاح وبغاء، ينتهي بعملية على شاكلة ما حدث في ديزنغوف. سر الضائقة والجريمة هو أساس تجنيد النشطاء، وهذا عرفته حماس والحركة الإسلامية لرائد صلاح، وتم استغلاله بشكل جيد. اسباب حيازة السلاح في الوسط العربي كثيرة. يوجد بين بعض العائلات العربية ثأر قديم، حيث أن صراعات اليوم نسيت أصلا كيف بدأ الثأر، وهم يتسلحون من اجل الهجوم ومن اجل الدفاع عن النفس. أساس العنف والجريمة يتأثر بأفلام السينما المشابهة وبالتحريض المتزايد على خلفية الاغتراب والضائقة. كثير من الشباب، حتى اولئك الغير خارجين على القانون، يبحثون عن الشعور بالتقدير ويتسلحون من اجل الردع والدفاع عن النفس.

تنوع الجريمة في الوسط العربي يستوجب التفكير والعلاج من الاجهزة: الحديث عن العنف والقيادة الجنونية بدون رخصة والبناء الغير قانوني والمخدرات وعدم دفع الضرائب والسرقة والقاء القمامة وإحداث الضجيج في المساجد.

على خلفية كل ذلك يطالب اعضاء الكنيست العرب بالحلول. وهم كعادتهم يتحدثون بلسان مزدوج. ومن الواضح أنه من اجل القضاء على الاخلال بالقانون والسلاح، يجب على الشرطة أن تعتمد على رجال شرطة من العرب وعلى الجمهور العربي. إلا أنهم يخافون في الشارع من الانتقام أو من الاتهام بأنهم متعاونون.

الرسالة التي نقلتها حنين الزعبي حينما قالت في حينه للشرطي العربي إنه متعاون، لا تساهم في الجهود. وقد قال أيمن عودة مؤكدا على ذلك: «نحن نساعد في جمع السلاح، لكن إذا استغلوا الفرصة لقتل المدنيين ـ سنعارض». الحديث يدور عن اشارة خبيثة تقول إن الشرطة تبحث عن فرصة لقتل العرب. صحيح أن سلاح التلون أخطر من الرصاصة.

اسرائيل اليوم

 

حرره: 
م . ع
كلمات دلالية: