هل يكتفى حزب الله بعملية "شبعا" كرد على اغتيال القنطار؟

زمن برس، فلسطين: بعد عملية مزارع شبعا أمس، تحوّل السؤال الإسرائيلي المركزيّ من هل يردّ حزب الله على اغتيال القيادي سمير القنطار إلى هل يكتفي حزب الله بهذه العملية؟.

حكومة نتنياهو أيقنت مجددًا أنّ المقاومة لن تلتزم سقوفه التي يحاول تثبيتها بالتهديد، وفي هذا السياق، نقل المُحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، عن مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى قولها إنّ حزب الله لم يقُل كلمته الأخيرة في الثأر من إسرائيل لاغتيالها القنطار.

وأضافت المصادر، أنّ الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل أجمعت على أنّ مقتل القنطار لن يؤدّي إلى اندلاع حرب لبنان الثالثة، على حدّ تعبير المصادر.

جديرٌ بالذكر أنّه بعد اغتيال القنطار، رفعت القيادة العسكرية الإسرائيليّة من منسوب التهديد الكلاميّ الذي يُحذّر من أي مسّ بالجيش الإسرائيليّ.

وصدرت هذه التهديدات عن وزير الأمن الإسرائيلي ورئيس أركانه وضباط كبار. وكان الإسرائيليون يراهنون على أنّ هذه التصريحات ستردع المقاومة عن تنفيذ عملية في مزارع شبعا وفي الجولان المحتل وعلى طول الحدود اللبنانيّة، ولكنّ عملية أمس أظهرت للعدو أنّ المقاومة اتخذت قرار تنفيذ عمل عسكريّ ضدّه، وعدم الرضوخ لتلك التهديدات، ما يعني أنّ قيادة المقاومة لم تلتزم بخطوط حمراء جديدة حاولت الحكومة الإسرائيلية رسمها بعد اغتيال القنطار.

وأشارت القناة العاشرة العبرية إلى أنّ المؤسسة الأمنية في إسرائيل تصبّ كل اهتمامها على محاولة الإجابة عن السؤال المركزي الذي يشغل تقديراتها: هل اكتفى حزب الله بما قام به كانتقام على اغتيال القنطار، أم أن الأمر توطئة لشيء آخر.

في السياق نفسه، وفي تقارير متزامنة بثت على قنوات التلفزة العبرية أمس، أشار مراسلو الشؤون العسكرية إلى ضرورة الحذر وعدم التراخي في أعقاب تفجير العبوة في مزارع شبعا.

وأكدوا على أنّه من غير الممكن، ومن غير الحكيم التعامل مع العملية وكأنّ رد حزب الله على اغتيال القنطار قد انقضى وبات وراءنا.

وعوضا عن أنّ العملية لم تؤد إلى إصابات، فإنّ صانع القرار في إسرائيل يُدرك أن أسبابًا خارجة عن الإرادة هي التي أنقذت جنوده من القتل أمس، وأن نية مفجّر العبوة كانت إيقاع أكبر قدر ممكن من الأذى في صفوف الهدف، ما يعني أن المقاومة ليست مردوعة عن تنفيذ عمليات عسكرية في وضح النهار، وأنْ تسارع إلى تبنيها، بهدف كسر السقف الذي تُحاول إسرائيل تثبيته بالتهديد بعد جريمتها.

وبهذا المعنى، تكون عملية أمس، بنتيجتها، ردًّا على التهديدات الإسرائيلية، أكثر منها ردًا نهائيا على اغتيال القنطار. وتتعزّز هذه النتيجة بما تسرّب من الاجتماع الأمني الذي عُقِد في تل أبيب، وكانت نتيجته الاستمرار في سياسة “تصفير الأهداف” على الجبهة الشمالية.

جلسة التقدير الرئيسية في تل أبيب، برئاسة وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون، كما تسّربت للإعلام العبريّ بعد ساعات على انعقادها، ركّزت على معضلة ما إذا كانت العبوة هي بداية الرد أم نهايته، في موازاة تأكيد الخبراء والمراسلين أنّه لا يُمكن التعامل مع الحادث وكأنّ انتقام حزب الله على اغتيال القنطار، بات وراءنا.

وعن تقديرات الوضع في إسرائيل، لم تصدر عن مصادر رسميّة إسرائيليّة تصريحات في أعقاب جلسة طارئة دعا إليها وزير يعلون، وشارك فيها رئيس الأركان غادي ايزنكوط، إضافة إلى رئيسي شعبتي الاستخبارات والعمليات.

الإعلام العبري اكتفى بالإشارة إلى الجلسة، وأنّها حصلت في تل أبيب، فيما انفردت القناة الثانية العبرية بالإشارة إلى أنّ ما جرى تداوله على طاولة البحث لدى يعلون، يفيد بأن الحادث لا يعني أن الأمر قد بات وراءنا، كذلك يعني أنّ الإجراءات الاحترازية و”تصفير الأهداف”، ستتواصل على طول الحدود الشمالية.

وقال يعلون:" إن جيش الاحتلال على أتم الاستعداد لمواجهة أي حادث طارئ قد يقع على الحدود الشمالية، وإن الجيش رد بالشكل الملائم على عملية تفجير العبوة الناسفة أمس على الحدود اللبنانية".

وأضافت القناة الثانية نقلاً عن مصادر في جلسة التقدير لدى يعلون، أنّ عبوة مزارع شبعا زرعت في منطقة هي تحت السيطرة الإسرائيليّة وخاضعة لرصد ومتابعة دقيقين منذ أسبوعين، بل ويعمد الجيش بين الحين والآخر إلى استهدافها بالقذائف المدفعية لمنع تسلل أيّ مجموعة باتجاه مناطق السيطرة الإسرائيلية في المزارع.

مع ذلك استطاع عناصر حزب الله تجاوز الحدود وكلّ الإجراءات وزرع العبوة، الأمر الذي تعتبره جهات أمنيّة إسرائيليّة حادثًا خطيرًا قد يؤدي إلى خطوات من قبل إسرائيل، وعلى الأقل تحذيرات ترسل إلى الجانب الثاني من الحدود، وفق ما أفادت صحيفة رأي اليوم.

وقالت المصادر السياسيّة والأمنيّة الإسرائيلية إنّ عملية مزارع شبعا أمس لم تجذب الرأي العام العربيّ، تمامًا مثل عملية تل أبيب، ذلك لأنّ العالم العربيّ.

حرره: 
د.ز