خلافات عميقة بين المستوى السياسي والأمني في إسرائيل

زمن برس، فلسطين: على الرغم من المحاولات الإسرائيلية بإظهار نوعٍ من الإجماع فيما يتعلّق بمُواجهة الهبة الجماهيرية، إلّا أنّ اختلافات عميقة وخطيرة في الرأي طفت على السطح في الأيام الأخيرة بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو ووزير الحرب موشيه يعالون من جانب، وقيادة جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك) من الجانب الآخر حول كيفية معالجة العمليات الفلسطينية.

ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، اليوم الخميس، عن مصادر سياسيّة إسرائيلية قولها إنّ الشاباك لم يتمكّن من وقف موجة ما وصفها بـ“الإرهاب” الحاليّة. وبحسب المصادر عينها، فإنّ نتنياهو ويعالون يقولان في نهاية الأمر سننجح في استنزاف "الإرهاب" ونقنع السكان الفلسطينيين، بما في ذلك من خلال الاغتيالات الفورية للمنفذين، بوقف العمليات.

ولكنّ المصادر المُقربّة من الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة شدّدّت على أنّ الجهات المهنية المختصة قالت لهما: أنتما مخطئين،  فليس هناك أي مؤشر لانخفاض مستوى العمليات وإنما العكس صحيح. وأشارت المصادر عينها إلى أنّ هناك ارتفاع حاد في العمليات، موضحةً بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل بأنّه لا يمكن معالجة عمليات من هذا النوع بالوسائل العسكرية.

و تابعت المصادر ذاتها، هناك انتقال واضح للعمليات في مدن الضفة وإذا ازدادت وتيرة هذا الانتقال، تحذر الجهات العسكرية والاستخباراتية، فأن "الارهاب" سينزلق إلى داخل الخط الأخضر. وفي حال وقوع مثل هذا السيناريو إذن فقد اقتربت لحظة مرحلة انضمام “التنظيم” أو الجناح العسكري لفتح إلى العمليات حسب رأي الجيش والشاباك، وحينها ستقف إسرائيل أمام انتفاضة مسلحة. لذلك تقترح المستويات العسكرية والاستخباراتية خطة العمل التالية ذات النقاط السبعة: فرض إغلاق شامل، ولفترة غير محدودة على المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية. سيشمل الإغلاق جميع الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية.

وأضفت أن خط الإغلاق سيكون متداخلاً بشكل أو بآخر مع السور الواقي في المناطق التي لا يوجد فيها جدار أو سور، تنصب وسائل تعقب الكترونية وقوات تتعامل مع التسللات الخاصة. لا جدوى من الخطوات التي اتخذت إلى الآن، مثل وضع الحواجز على الطرق الجانبية المؤدية من القرى الفلسطينية إلى الطرق الرئيسية. كما يحدث في الأيام الأخيرة على طول الطريق رقم 60 في منطقتي غوش عتسيون والخليل.

الفلسطينيون يوجدون طرقًا بديلة. تفجير منازل منفذي العمليات لم يترك انطباعًا لدى الفلسطينيين ولم يخلق تأثيرًا رادعًا كما تقول وسائل الإعلام. الطريقة الوحيدة حسب رأي الجهات المهنية والاستخبارية التي ظلت مفتوحة هي أن نضع الفلسطينيين أمام الخيار: إما أن تتوقف موجة العمليات، أو أن علاقتكم بإسرائيل ستنقطع ولن يكون لكم لا عمل ولا مصادر دخل. 

وذكرت صحيفة رأي اليوم أن قادة الجهات العسكرية والاستخباراتية يعرفون أنه لكي ينفذون خطة من هذا النوع فستكون هناك حاجة لتجنيد واسع للاحتياط.

وتقول المصادر أيضًا إنّ نتنياهو ويعالون يعارضون حاليًا هذه الخطة ولكل واحد منهما أسبابه الخاصة ولكن معارضتهما واحدة. فنتنياهو يخشى من النتائج السياسية الدولية للإغلاق الإسرائيلي الكامل على الفلسطينيين. ومن الناحية السياسية الداخلية، فأنه يعارض فرض الإغلاق على الأحياء الفلسطينية في القدس، والذي سيضعه في وضع يبدو فيه وكأنه يقسم القدس. أمّا موشيه يعالون فإنّه يعارض هذه الخطة إذ حسب رأيه إعلان إغلاق شامل على مجمل السكان الفلسطينيين سيعتبرها الفلسطينيون إعلان حرب من قبل إسرائيل عليهم وحينها ستندلع حرب فلسطينية إسرائيلية بكل قوة.

وتؤكد المصادر أن المستويات العسكرية والاستخباراتية يقدرون أنه في نهاية المطاف سيصل العمليات الفلسطينية إلى مستويات كهذه، بحيث لن يكون أمام نتنياهو ويعالون سوى تنفيذ خطة الإغلاق المطروحة عليهما، على حدّ تعبيرها.

وفي هذا السياق، أعلن وزير الأمن الإسرائيليّ موشيه يعلون عن عزمه بناء سياج أمني يفصل بين مدينة الخليل ومستوطنة “كريات غات”، بحجة منع عمليات تسلل الشبان الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات فدائية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال.

وقال يعلون:” إن الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) صادق على المشروع وقال إنّه مشابه للسياج الذي أقيم مع الحدود المصرية، مضيفًا أن بناء السياج الأمني سيستغرق وقتاً طويلاً لكنه سينجز في نهاية الأمر. 

حرره: 
د.ز