هل يوقف أبو مازن الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل؟

زمن برس، فلسطين: يحاول الرئيس محمود عباس جاهدا الهروب من الضغط والتهديد الأمريكي لدفعه إلى وقف تنفيذ مطالب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خاصة ما يتضمن تنفيذ قرار وقف عمليات “التنسيق الأمني”، غير أن ذلك لم ينجح حتى اللحظة في ظل عدم وجود مساندة عربية كاملة.

دول التأثير العربي المتمثلة في مصر والسعودية والأردن، لم تعط أبو مازن المساندة التي يريدها حتى اللحظة، بشأن قرار يفترض أن يطبقه خلال أيام، ويشمل وقف التعامل بكل الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير مع إسرائيل طول السنوات الماضية، وفي مقدمتها “اتفاق أوسلو”.

جهات مسؤولة في السلطة الفلسطينية أكدت أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، ومسؤولون كبار في البيت الأبيض وجهات استخبارية دخلت على خط التهديد، وتحدث بذلك كيري صراحة خلال لقاءه بـ أبو مازن في عمان قبل أيام، وأنذره من أي خطوة قد يتخذها لوقف التعامل بالاتفاقيات مع إسرائيل خاصة الأمنية في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.

بداية التحذير كانت باستباق زيارة كيري بإعلان أمريكا خفض المساعدات المالية المقدمة للسلطة الفلسطينية، وهي خطوة يتوقع أن تكون بداية لانتهاج دول عدة هذا التوجه، ما سيصعب مستقبلا دفع رواتب الموظفين العاملين في السلك الحكومي.

كيري لوح بعقوبات كبيرة قد تفرض على السلطة وعلى مسئوليها في حال تم اتخاذ هذا القرار ووضعه موضع التنفيذ، وأبلغ أبو مازن أن ذلك لا يريده حلفاء أمريكا في الاتحاد الأوروبي.

ما يذكر في هذا الملف أن أبو مازن، الذي ترك العاصمة الأردنية عمان غاضبا، بسبب عدم الرضا الفلسطيني عن اتفاقية المملكة مع إسرائيل لوقف التوتر في القدس والمسجد الأقصى، يعمل جاهدا في القارة الأوروبية لفضح السياسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وإظهار أنها هي من تدفع الفلسطينيين لاتخاذ خطوات قد تشمل وقف عمليات “التنسيق الأمني”.

وذكرت صحيفة رأي اليوم أن أبو مازن يحاول إقناع قادة أوروبا خلال زيارته الحالية بأن إسرائيل هي السبب، وأنه يُطلب منه الآن التقيد باتفاقيات لا تقيم لها إسرائيل أي وزن، من خلال عدم تطيقها من جانبها.

وأضافت الصحيفة أن ما تم معرفته في تطورات حول هذا الملف، يشير إلى أن أبو مازن لم يحصل على إسناد حقيقي، وأن الجميع بمن فيهم العرب المؤثرين نصحوه بعد الإقدام على تنفيذ هذا المخطط الذي وضعته اللجنة التنفيذية، حيث من شأنه أن يؤجج الوضع الميداني خاصة فيما يتعلق بوقف عمليات “التنسيق الأمني”.

وقد تضعف كثيرا حالة عدم المساندة الموقف الفلسطيني، غير أن هناك ما يتوقع اتخاذ قرار التنفيذ قريبا خاصة وأن التحرك الأمريكي القوي باستخدام لغة التهديد يعني أن هناك مخاوف كبيرة من قدوم أبو مازن على قرار وقف العمل بالاتفاقيات التي لا تنفذها إسرائيل وفي مقدمتها عدة اتفاقيات سياسية وأمنية واقتصادية.

 

حرره: 
د.ز