أبو مازن يلعب بالنار

الرئيس عباس

بقلم رؤوبين باركو

أبو مازن يستمر في اللعب بالنار. فهو ورجاله يزعمون الآن أنه بسبب الجمود السياسي فان (اسرائيل) تتعمد افتعال العنف والارهاب من اجل امتصاص الضغط الدولي لحل المشكلة الفلسطينية. الوضع على عكس ذلك تماما: في ظل الفوضى وملايين اللاجئين في الشرق الاوسط الذين يهددون اوروبا، وسيطرة الارهاب الاسلامي على البرنامج اليومي العالمي. فقد دثرت المشكلة الفلسطينية بشكل تام تقريبا، لهذا تحاول السلطة الفلسطينية وحماس رفع المشكلة من جديد بواسطة "كلوكوز الدم" اليهودي.

الوضع اليائس الذي هم فيه جعل السلطة الفلسطينية وحماس تستخدمان شعار "المسجد الاقصى في خطر"، ولم تساعد تصريحات (اسرائيل) أنها ستحافظ على الوضع الراهن في الحرم. وهذا جاء على خلفية تفجير المساجد والكنائس في المنطقة. ورغم معرفتهما أن المسجد الاقصى بالتحديد هو المكان الاكثر حماية، فان التصعيد لم يتراجع، ولم يساعد الحديث النبوي للرسول أن "نقطة دم مسلم أغلى من الكعبة حتى وإن تهدمت حجرا تلو الآخر". كل ذلك لم يغير معادلة الدم التي تُدار باشراف قناة "الجزيرة" لعائلة آل ثاني في قطر.

الحقيقة هي أن أبو مازن ورجاله وعدد من القائمة المشتركة والحركة الاسلامية (المقصود الشمالية للاخوان المسلمين جماعة رائد صلاح المنشقة عن الجنوبية-نقطة واول السطر)  يسعون لتحقيق حلم الانتفاضة الثالثة التي من شأنها اعادة الانتفاضة الاولى، أي "انتفاضة شعبية غير مسلحة على شكل عصيان مدني جماعي مثل غاندي". القتلى اليهود هم حاجة الساعة، إلا أنه مثل كل بروتوكول، لم يعط أبو مازن ما يكفي من التفكير اذا ما كانت النار ستحرقه ايضا أو كيف سيخرجون من هذا.

حتى الآن لم يندد أبو مازن ورجاله بالعمليات الاخيرة، بل دعوا الى وقف العنف، وكمن طمحوا الى انتفاضة حجارة، من الصعب عليهم الآن اعادة مارد الارهاب الحماسي الى القمقم. إنهم يعرفون جيدا أن التعاون الامني مع (اسرائيل) يخدم أولا وقبل كل شيء الامن الداخلي للسلطة نفسها.

بالنسبة للدستور الفلسطيني فان أبو مازن فقد الشرعية السلطوية منذ زمن، واستطلاعات الرأي في يهودا والسامرة (هي الضفة-نقطة) تشير الى تأييد حماس، وتؤيد العمل المسلح ضد (اسرائيل). حينما تطلق الكلاشينكوفات النار تتراكم الحجارة فوق قبور رؤساء الارهاب. واضح لأبو مازن أنه اذا حدث مثلما حدث في غزة في 2006 وتقوم حماس بالسيطرة على المنطقة، فان زعماء السلطة الفلسطينية سيتم القاءهم من الاسطح وتصادر ممتلكاتهم التي حصلوا عليها بالفساد، وعندها لن يضغط أحد على (اسرائيل) من اجل اقامة دولة لحماس في الضفة.

إن تهديدات السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الامني معنا هي تهديدات فارغة المضمون وتهدف الى ابتزاز الانجازات بضغط دولي دون مقابل (لاسرائيل). لقد حانت لحظة الحقيقة للفلسطينيين. أبو مازن ملزم الآن بأن يعترف علنا باسرائيل كدولة يهودية والتنازل عن حق العودة والموافقة على دولة منزوعة السلاح عاصمتها رام الله وليس لها سيطرة على الحدود وتبادل المناطق. (؟!!!-نقطة)

الحديث النبوي "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين" يأمر كل مسلم أن يستخلص العبر من الماضي، إلا أن الذاكرة الفلسطينية وذاكرة جزء من عرب (اسرائيل) الذين يحلمون بالانتفاضة، قد أنستهم الكوارث التي عانوا منها. وبسبب الربيع العربي يجب أن يغيروا القرص.
*اسرائيل اليوم 

حرره: 
س.ع