سوريا: من يريد إنهاء الوضع بالفعل؟

بشار الأسد

هناك علامات واضحة تشير إلى انهيار نظام الأسد والمسألة مسألة وقت

افرايم هراره

سوريا دولة مصطنعة أوجدتها بريطانيا وفرنسا في اتفاق سايكس بيكو. إلى حين اندلاع الحرب الاهلية سيطرت الاقلية العلوية على الاغلبية السنية عن طريق عائلة الاسد. اضافة إلى ذلك نظر السنة دائما إلى الدين العلوي على أنه جناح خائن انبثق عن الشيعة وهو يكفر بالإسلام. ليس غريبا إذا أنه قد بدأ التمرد الشعبي الذي يطمح إلى اسقاط حكم الاقلية.

إن المظاهرات والاحداث حول طابع الحكم قد تحولت منذ زمن إلى مشكلة ثانوية: الحرب الدائرة في سوريا اليوم هي حرب بين السنة والشيعة. إيران الشيعية تسعى إلى تصدير الثورة، وفي المرحلة الاولى إلى خلق التواصل الشيعي من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا. فهي تدعم الاسد عسكريا واقصاديا وسياسيا. وأمام التدخل الإيراني توجد الدول السنية، التي تعرف تماما نوايا آيات الله والخطر الذي تشكله إيران عليها: هذه الدول تعمل من خلال دعم التنظيمات السنية في سوريا (الحرب المباشرة في اليمن). تنظيم الدولة الإسلامية هو ايضا سني، ويعتبر السيطرة على سوريا مرحلة أولية لتطهير الاراضي الإسلامية من الكفار، وفي المرحلة الثانية توسيع الاراضي الإسلامية إلى أن تتم السيطرة على العالم.
لاعب آخر في الساحة السورية هو تركيا السنية لاردوغان، الذي يعمل نظامه من اجل هدفين اساسيين: اسقاط نظام الاسد ومنع الاستقلال الكردي. ولكن يوجد لاردوغان ايضا احلام تشبه تلك التي لتنظيم الدولة الإسلامية، اعادة الخلافة بقيادته. وليس صدفة أن الزعيم الروحي للاخوان المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، أعلن عنه خليفة مناسب للأمة الإسلامية.
عدد الاحتمالات والسيناريوهات كبير، ويصعب تحليلها مسبقا، خصوصا أن انتصار أي طرف من الاطراف قد يؤدي إلى انتشار الحرب إلى مناطق اخرى في الشرق الاوسط الذي هو مشتعل أصلا.
وفي جميع الاحوال هناك اشارات تشير إلى تفكك حقيقي للنظام العلوي: الاسد أصدر العفو مرة اخرى عن الجنود الذين فروا من الخدمة على أمل تعزيز جيشه الآخذ في التقلص؛ النظام يدافع عن نفسه واحيانا ينسحب؛ وقد انسحب الجيش في الاسبوع الماضي من مناطق سيطر عليها قريبة من معقل العلويين؛ صواريخ غراد بدأت في السقوط على اللاذقية، المدينة العلوية على شاطئ البحر المتوسط؛ حزب الله ضحى بمئات من مقاتليه دون نجاحه في احتلال مناطق حقيقية؛ وأكثر من أي شيء آخر ـ إيران تقترح الآن خطة لانهاء الحرب تشمل التنازلات لمعارضي النظام. ويتوقع أن يرفض تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة هذه الخطة، لأن هذا الاقتراح يشير إلى الضعف، وضعف العدو حسب الشريعة الإسلامية يتطلب محاربته بشكل أكبر.
الاطراف المتقاتلة تعتبر الكيان الصهيوني هدفا أوليا يجب القضاء عليه: بالنسبة للسنة والشيعة دولة إسرائيل هي نجس يجب ازالتها عن الخارطة، وحسب اعتقاد الطائفتين فان اليهود هم أمة غضب الله عليها، لذلك يجب على إسرائيل أن تتصرف ككيان عدواني جدا، وأن ترد بشدة على أي ضرر يلحق بها حتى وإن كان بسيطا.
جميع اللاعبين يسعون إلى القضاء علينا، وحسب الشريعة الإسلامية فان الدمج بين العدو القوي وبين ضعف المؤمنين يعفيهم من الجهاد.
لا يجب علينا تأييد أي طرف من الاطراف: حتى لو سقطت سوريا فإنه ليس هناك حليف مستقبلي محتمل.

إسرائيل اليوم

 

حرره: 
م.م