"الدفاع عن الأطفال": أربعة أطفال قتلهم الاحتلال منذ بداية العام

الرضيع الشهيد

زمن برس، فلسطين: قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه باستشهاد الطفلين ليث الخالدي (15 عاما) ومحمد المصري (16 عاما)، يرتفع عدد الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال بالرصاص الحي في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية العام الجاري إلى أربعة.

وينحدر الشهيد الخالدي من مخيم الجلزون بمحافظة رام الله والبيرة، وأعلن عن استشهاده يوم الجمعة الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، متأثرا بجروحه التي أصيب بها خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي اندلعت قرب حاجز عطارة شمال رام الله، احتجاجا على جريمة حرق الرضيع علي دوابشة من قبل المستوطنين، في قرية دوما جنوب نابلس.

وقال شاهد عيان، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه في حوالي الساعة الخامسة والنصف من مساء الجمعة، شاهد ما يقارب 15 شابا قرب البرج العسكري الإسرائيلي المقام على حاجز عطارة، يركضون مبتعدين باتجاه بلدة بيرزيت، عندما سقط أحدهم أرضا على بعد 100 متر من البرج تقريبا، تبين لاحقا أنه الطفل ليث الخالدي.

وأضاف شاهد العيان أن شابا آخر قام بمساعدة المصاب، حيث تم نقله بواسطة مركبة خاصة مرت من المكان، إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، ليعلن عن استشهاده لاحقا متأثرا بإصابته.

وبينت نتائج تشريح الطفل الخالدي، التي أعلنها وزير العدل المستشار سليم السقا، وفقا لما نشرته وسائل الإعلام الفلسطينية، وجود جرح مدخل لمقذوف ناري في منتصف الظهر، حيث نفذت الرصاصة وأصابت الوريد الأجوفي السفلي للبطن والأمعاء والكبد، محدثة تهتكا وخرجت من الجهة الأمامية اليمنى العلوية للبطن.

وقال مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار إن "سياسة الحصانة والإفلات من العقاب التي يتمتع بها جنود الاحتلال والمستوطنون تشكل رخصة لقتل الأطفال الفلسطينيين"، مضيفا أن "فشل المسؤولين الإسرائيليين بشكل روتيني في محاسبة مرتكبي هذه الجرائم يجعلهم شركاء فيها".

والطفل الخالدي هو ثالث طفل تقتله قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من حواجزها العسكرية خلال العام الجاري في الضفة الغربية، ففي الثالث من شهر تموز الماضي، أطلق ضابط إسرائيلي كبير النار بشكل متكرر من مسافة تقدر بـ15 مترا، على الطفل محمد الكسبة (17 عاما) من مخيم قلنديا بالقرب من حاجز قلنديا، ما أدى إلى استشهاده، وفي الرابع والعشرين من شهر نيسان الماضي، قتلت قوات الاحتلال المتواجدة على حاجز "الزعيم" شرق القدس المحتلة، الطفل علي أبو غنام (17 عاما).

وفي يوم الجمعة، أيضا، الموافق الحادي والثلاثين من تموز الماضي، أطلق جنود الاحتلال المتواجدين على الشريط الحدودي مع قطاع غزة النار على الطفل محمد المصري (16 عاما) ما أدى لاستشهاده.

وقال صديق الطفل، للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنهما توجها إلى تلك المنطقة للتنزه والتقاط الصور، عندما بدأ محمد بتحطيم كاميرات المراقبة المنصوبة على السياج الشائك، ومن ثم فر من المكان.

وأضاف أن جيبين عسكريين إسرائيليين اقتربا من المكان، وعندما عاد محمد مع مجموعة من الشبان الآخرين أطلق عليه جنود الاحتلال النار، فأصابوه في كتفه الأيمن وخاصرته اليسرى.

وقال صديقه: "رأيت جنديا إسرائيليا يقف على بعد خمسين مترا تقريبا من السياج، في الجانب الآخر".

مكث الطفل المصري حوالي 20 دقيقة وهو ينزف قبل أن يتمكن صديقه من الوصول إليه ونقله إلى مزرعة قريبة، ومن ثم جرى نقله إلى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، حيث أعلن عن استشهاده متأثرا بإصابته.

ووثقت "الحركة العالمية" أربعة أطفال أصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي هذا العام، قرب السياج الحدودي مع قطاع غزة.

ففي السابع عشر من تموز الماضي، أصيب الطفل منصور أبو طعمة (13 عاما) بعيار ناري حي في ساقه اليسرى بالقرب من السياج الحدودي قرب بلدة خزاعة جنوب القطاع، وفي الثاني والعشرين من شهر حزيران الماضي، أصيب الطفلان إبراهيم أبو ريدة وإسلام أبو ريدة وكلاهما يبلغ من العمر 16 عاما، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في أطرافهما السفلية عندما كانا يبعدان عن السياج الحدودي بالقرب من مدينة خان يونس مسافة تقدر بـ150 مترا.

كما أصيب الطفل فادي مصبح (16 عاما) في الرابع والعشرين من نيسان الماضي، بأعيرة نارية حية في أطرافه السفلية والعلوية، جراء إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال أثناء مشاركته في تظاهرة بالقرب من خان يونس على بعد 200 متر تقريبا من السياج الحدودي.

وبين تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أذار 2015، أن خمسة فلسطينيين قتلوا، بينهم طفل، وأصيب 131 آخرين، في حوادث إطلاق نار وقعت في قطاع غزة بالقرب من السياج الحدودي عام 2014.

حرره: 
س.ع